Site icon IMLebanon

السيّد صوّب المعركة… العدو واشنطن 

 

 

فيما تكثفت الاتصالات الرسمية مع اللاعبين الدوليين لتفادي التصعيد،ضبط اللبنانيون ساعاتهم واشغالهم ومسار حياتهم على توقيت الكلمة المرتقبة لامين عام حزب الله، وكأن الزمن توقف عند الثالثة بعد ظهر مع اطلالة السيد ليتحدد المسار والمصير، وقرار الحرب او السلم، الذي بات إما في يد الحزب او رهن تصعيد اسرائيل، فيما دولة الشغور والتصريف لا تفقه الا للاستعداد لخطط طوارئ لحرب لا تريدها.

 

فاطلالة السيد استبقتها موجة من الاخبار، والتسريبات، من وصول قوات ايرانية الى الجنوب، على راسها قائد فيلق القدس اللواء قآني، تزامنا مع تصعيد خطير في الميدان، شهد اتساعا ملحوظا في مسرح العمليات، وان مدروسا، من جهة تل ابيب، واستهدافها لمواقع “بنية تحتية”، في قرى بعيدة نسبيا عن خط المواجهة.

 

وفيما كان وزير الجيوش الفرنسية، الخائف على مصير قواته جنوب لبنان، يجول مستبقا زيارة نائبة وزير الخارجية الاميركية، الذي وصل الى اسرائيل، كانت سفارات بلاديهما والحلفاء تترقب خطاب امين عام حزب الله وسقفه، خصوصا ان واشنطن، وبحسب مصادرها الدبلوماسية، قد اوصلت رسائلها الجدية المدعومة باجراءات على الارض وفي الجو والبحرالى محور الممانعة، آملة ان تبقى الأمور ضمن قواعد الاشتباك.

 

اوساط سياسية متابعة، رات ان امين عام حزب الله قدم مطالعة عسكرية كاملة، شرح فيها ضمن الممكن و”المسموح” رؤية حزب الله العسكرية واستراتيجيته للتعامل مع معركة المحور، والتي هي مختلفة عن كل المعارك السابقة بكل عناصرها، لذلك فان التعامل معها يجري بطريقة لم يعهدها جمهورها، كاشفة انه من الواضح ان حارة حريك ستعتمد خطة متدحرجة ومتصاعدة في عملياتها، مداها طول الحدود اللبنانية من مزارع شبعا الى الناقورة، مقرا بان الحزب دخل الحرب في اليوم الثاني لعملية طوفان الاقصى.

 

واشارت المصادر الى ان امين عام حزب الله قد اعاد التاكيد على معادلة الردع القائمة اساسا، داعيا الى احترامها، متماهيا مع موقف الدولة الرسمي الى حد كبير، في اشارته الى ان الحزب لن يبادر الى كسر التوازنات ما لم تعمد تل ابيب الى تخطي الخطوط الحمر، مؤكدا ان الجبهة اللبنانية هي جبهة دعم، يحكمها سلوك الجيش الاسرائيلي تجاه لبنان، رغم ذكره ان كل الاحتمالات والخيارات تبقى مفتوحة ويمكن الذهاب اليها في اي وقت من الاوقات.

 

وفي هذا الاطار كشف امين عام حزب الله، ان الجبهة اللبنانية قدمت دعما كبيرا لحماس والجهاد، من خلال اجبار الجيش الاسرائيلي على نشر قوات كبيرة من وحداته على الحدود الشمالية، قد وصلت نسبتها الى حدود الـ 50% من القدرة الفعلية، برا بحرا وجوا، فضلا عن ان عمليات الحزب تسببت باضافة الضغط على الجبهة الداخلية من خلال حركة نزوح المقيمين في مستوطنات الشمال، والاهم ان اجراءات الحزب الوقائية وعملياته الامنية السابقة، سمحت باقفال اي ثغرات قد تنفذ منها شبكات التجسس، وهو ما وضع القيادة الاسرائيلية في حال ضياع وقلق ازاء الخطوات التي قد يلجا اليها الحزب.

 

اما سياسيا، فمن الواضح، وفقا للمصادر، ان السيد قد وضع الاصبع على الجرح، معتبرا ان واشنطن المسؤولة الاولى عما يجري، رادا على رسائلها غير المباشرة، بالتاكيد ان الحزب جاهز لاستهداف الاساطيل في البحر وكذلك جنودها، غامزا من قناة تفجير مقر قيادة المارينز والسفارة الاميركية في الثمانينات، معتبرا ان المقاومة الاسلامية العراقية باعلانها الحرب على الوجود الاميركي تطلق شرارة اخراج واشنطن من المنطقة، معيدا الكرة الى ملعب وزير الدفاع الاميركي الذي هدد بعدم السكوت.