الاسبوع الرابط بين انتهاء شهر شباط والدخول في شهر آذار، حافل ومليء بالمحطات والمواعيد والاستحقاقات، وبعده لن يكون على الإطلاق كما قبله:
اليوم الاثنين يُتوقع أن يصل الى بيروت موفد سعودي رفيع، هو الأول على هذا المستوى منذ تشرين الثاني الماضي، الموفد هو نزار العلولا الذي يحمل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ويسلمه دعوة رسمية لزيارة المملكة.
في أجندة الموفد السعودي لقاءات مكثفة سواء في السفارة السعودية أو في أكثر من مقر، وهذه الزيارة التي تبدأ اليوم ستشكّل عودة المملكة الى لبنان من البوابة العريضة وأبرز ما فيها انها تأتي قبل ثلاثة استحقاقات كبرى: مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني، مؤتمر سيدر واحد، والانتخابات النيابية في أيار المقبل.
زيارة العلولا ستمتد حتى بعد غد الاربعاء، وبعد عشرات اللقاءات، يمكن أن يكون الموفد السعودي اللوحة الواضحة للمشهد اللبناني لرفعه الى قيادته، ووفق هذا المشهد سيتم تحديد جدول أعمال زيارة الرئيس الحريري للمملكة.
هنا لا بد من طرح التساؤل التالي: كان من المقرر أن يعلن الرئيس الحريري مرشحيه الى الإنتخابات النيابية الخميس من هذا الاسبوع، في الأول من آذار، فهل الموعد الذي سيتحدد لزيارة المملكة سيرجئ هذا الإعلان؟ أم يذهب الى المملكة ومرشحوه معلنون؟
ليس هذا هو الملف الوحيد الذي ينتقل من شهر الى شهر ومن حدث الى حدث: الموعد الأبرز بعد اسبوعين هو مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني والذي يفترض أن ينعقد في منتصف آذار المقبل، ويترأس وفد لبنان اليه الرئيس سعد الحريري على رأس وفد وزاري وعسكري، وفي حضور دولي أبرزه بالإضافة الى الدولة المضيفة، فرنسا. ويعول لبنان كثيرا على هذا المؤتمر الذي يدخل في سياق دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في الداخل وعلى الحدود.
أما الحدث الأكبر قبل الوصول الى اليوم الكبير في 6 أيار فهو مؤتمر سيدر واحد قبل شهر من الانتخابات النيابية… الفرنسيون يسابقون الوقت من أجل إنجاح هذا المؤتمر للتأكيد على موقعه حيال لبنان… التحضير يتم بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهاتان المؤسستان تسعيان الى حث لبنان على إنجاز الاصلاحات المطلوبة والتي يفترض أن تظهر، أول ما تظهر، في أرقام الموازنة العامة للعام 2018، والتي يفترض أن ينجزها لبنان خلال الشهر المقبل، أي قبل التوجه الى باريس-4.
مع كل هذا السعي الحثيث، هناك مَن ينصح لبنان بأن يقلل من توقعاته بالنسبة الى ما يمكن أن يجنيه من باريس-4، فيتحدث عن ستة مليارات دولار بدل 16 مليار دولار، ويدعو الى البدء بعملية اصلاحات جذرية بدل التوجه في كل مرة الى المجتمع الدولي لطلب مساعدات سواء عبر القروض الميسرة أو عبر الهبات التي لم تعد موجودة أصلاً