قبل الوصول الى حاجز المدفون قادماً من بيروت في اتجاه الشمال، تستوقفك عبارة «تحوم بوّابة الشمال ترحّب بكم». وصعوداً نحو تحوم والقرى الأخرى في اتجاه جربتا حيث ضريح القديسة رفقا، تعترض حواجز عدة غير أمنية طريقك. بعضها حُفر بسبب الأشغال وبعضها الآخر مطبّات اصطناعية ومسامير وضعت لتخفيف السرعة، فكانت عاملاً أساسياً لـ«تكسير» السيارات.
«من الأفضل إبقاء المطبّات وتسمية كل مطبّ على اسم عضو من أعضاء البلدية تخليداً لذكراه وتقديراً لجهوده، ليتسنّى لنا شكرهم على حرصهم على السلامة المرورية عند كل مطبّ، وعلى كل ما يقدّم للمارّة من خدمات وميزات، لأنها تساعد على التمتع بمناظر لبنان الخلابة.
إذ إنه لحظة المرور على المطب سيتسنّى لنا رؤية الجبل والبحر في الوقت نفسه». هذه صرخة أطلقها أحد المواطنين تعبيراً عن رفضه لإقامة مطبّات على الطريق المؤدية من حاجز المدفون في اتجاه جربتا.
فبين المدفون وجربتا، هناك بعض القرى التي يربط في ما بينها طريق قديم تمّ تعبيده ليصبح أوتوستراداً تزامناً مع إعلان قداسة رفقا عام 2001. هذا الطريق المؤدي من المدفون الى جربتا يَصل الساحل والوسط بالجرد ويسلكه يومياً نحو 1000 شخص وهو يمتد الى نحو 8 كلم، ويتخلّله أكثر من عشرة مطبّات من مختلف الأحجام والأشكال، منها المطبات القصيرة ومنها الإنسيابية.
والأخطر في الموضوع أنها وضعت بعد المنعطفات او قبلها ببضعة امتار، وهي مرتفعة نسبياً عن بقية المطبات التي تغزو مختلف الطرقات.
علماً أنه، ولإنشاء مطب اصطناعي، هناك معايير محددة يجب اتّباعها من اختيار المكان المناسب وارتفاع المطب عن الأرض ودرجة الميل والانحدار، إنتهاءً بوضع لافتات ارشادية قبل المطب لتحذير السائقين. لكنّ كل هذه الأمور غائبة، لذلك ارتفعت صرخة الأهالي مهددين بالتصعيد، على رغم أنّ نقمة البعض نعمة للبعض الآخر خصوصاً محال بيع قطع السيارات.
فالمطبات تعتبر إحدى وسائل التهدئة المرورية المتّبعَة في المدن، وتوضَع في مناطق محددة بهدف إجبار السائقين على تخفيف سرعتهم. وذلك
في محيط المدارس، المراكز التعليمية، الحدائق العامة والمراكز التجارية الكبرى أو في المناطق التي تتميّز بحركة مرورية كثيفة.
«أهالي تحوم منزعجون من السرعة»، كما يؤكّد رئيس البلدية السفير طنوس عون لـ«الجمهورية». ويقول: «وضعنا مُكرهين المطبات لتفادي الحوادث والتخفيف من السرعة لأنّ المارة لا يلتزمون السرعة القصوى التي حدّدتها الجهات المعنية»، موضحاً أنّ «كاميرات المراقبة ورادارات السرعة هي الحلول المطروحة دراستها بدلاً من المطبات والمسامير التي يختلف اهالي المنطقة بين مؤيّد لها ومعارض. فتحوم ليست ميدان سبق».
من جهة أخرى، يقول مختار سمار جبيل حنا ناصيف لـ«الجمهورية» إنّ «هناك طرقاً قانونية عدة لإزالة المطبات من المنطقة بأكملها»، رافضاً «وضع عوائق على طريق القديسين تمنع وصول الزوار الى الأديرة، ولهذا السبب هناك توجّه لتوقيع عريضة وتقديمها الى الوزارة المختصة من أجل إزالة هذه العوائق، وسنمضي في العريضة حتى النهاية لتنفيذ مطالبنا. فظاهرة المطبات ليست جديدة إنما هي لردع ظاهرة التشفيط بالسيارات والدراجات النارية في ظل غياب ايّ رادع أخلاقي وقانوني».
بدوره، يؤكد رئيس بلدية جران بسام خوري لـ«الجمهورية» أنه «ينتظر قراراً من وزارة الداخلية لإزالة المطبات لكي لا تكون المسألة على عاتقه الشخصي، خصوصاً أنها وضعت في عهد البلدية السابقة».
وعلى رغم أنّ وزارة الأشغال طالبت محافظ الشمال بإزالة هذه المطبات بلا استثناء، يبقى الأهم ألّا يكون حل مشكلة بمشكلة أخرى في حارة «كلّ مين إيدو إلو».