كلفة تدفئة المنزل شتاءً في المناطق الجبلية تفوق الـ70 مليون ليرة
لم يبقَ من عهد الرئيس ميشال عون إلا 53 يوما وينتظر أن يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب الرئيس الجديد خلال 43 يوما المقبلة، عملا بالنص الدستوري الذي يؤكد على دعوة رئيس مجلس النواب إلى انعقاد المجلس «قبل شهر على الأقل وشهرين على الأكثر من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية».
وطبقا للدستور فإنه في حالة عدم حدوث ذلك يجتمع المجلس تلقائيا في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس.
فهل سيوجّه الرئيس بري الدعوة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية، وهو الذي كان قد أعلن منذ أكثر من شهر إنه لن يطلب عقد جلسة لانتخاب رئيس إلا بعد إقرار قوانين الإصلاح التي يطلبها صندوق النقد الدولي، مضيفا أن على البرلمان العمل على إجازة قوانين الإصلاح، مشيرا إلى الحاجة الملحّة لهذه الإجراءات.
الجدير بالذكر، أن لبنان كان قد توصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي في شهر نيسان بشأن برنامج إنقاذ قيمته ثلاثة مليارات دولار ولكن الاتفاق الكامل مشروط بإقرار قوانين بما في ذلك ضوابط رأس المال وقانون إعادة الهيكلة المصرفية وميزانية 2022.
قد يكون لبنان تعوّد على احتمالات الفراغ الرئاسي التي سبق أن حصلت ثلاث مرات في السابق في أعوام 1988، 2007 و2014. لكن لم يتعوّد اللبنانيون على المستوى الخطير الذي تتدهور فيه حياتهم اليومية، فنسب البطالة والفقر بلغت عتبة الـ80 في المئة نهاية العام 2021، وبالتالي لا شيء يمنع أن تصل في نهاية العام الحالي إلى 85 و90 في المئة من الشعب اللبناني، علما انه مع بدء العام الدراسي هذه السنة أخذ صراخ المواطنين يرتفع، جرّاء ارتفاع الأقساط المدرسية وتكاليف المدارس وما يتوجب على الأهل من تكاليف للكتب والقرطاسية والزي المدرسي وهلّم جرّا، فكيف إذا أضفنا الى ذلك ما يتوجبه فصل الشتاء من تكاليف لزوم التدفئة والتجهيزات الشتوية، وخصوصا للمواطنين في الأماكن الجبلية والبقاع والضنية وعكار ومرجعيون وحاصبيا، وقد أوردت «الدولية للمعلومات» تقريرا عن ذلك مشيرة ان كلفة الوحدة السكنية ستكلف نحو 70 مليون ليرة لزوم التدفئة فقط، وأشارت الى انه «مع اقتراب موسم الشتاء، يستعد اللبنانيون، خصوصا المقيمون منهم في الجبال والمرتفعات والأماكن الباردة، لبرد الشتاء في ظل ارتفاع كلفة التدفئة، خصوصا إذا كان الموسم قاسياً وشديد البرودة فوسائل التدفئة هي:
– الكهرباء ولا يعتمد عليها في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وارتفاع كلفة المولدات (سعر الكيلوواط/ ساعة حالياً نحو 15 ألف ليرة).
– الغاز وهو أيضاً مرتفع الثمن نحو 350 ألف ليرة لقارورة الغاز وهي عديمة الفعالية في البرد الشديد.
– المازوت وهي الوسيلة التي يعتمدها أكثرية اللبنانيين لكن كلفتها مرتفعة فإذا ما أعتبرنا أن سعر الصفيحة هو 700 ألف ليرة (كان السعر في العام الماضي 100 ألف ليرة) والحاجة هي الى نحو 100 صفيحة للوحدة السكنية في موسم الشتاء (وهذه الكمية تختلف تبعاً للظروف المناخية) تكون الكلفة هي 70 مليون ليرة في موسم الشتاء.
– الحطب، وتصل الحاجة الى نحو 6 طنا من الحطب (وهذه الكمية تختلف تبعاً للظروف المناخية) وتصل كلفة الطن الواحد الى 6 ملايين ليرة أي نحو 36 مليون ليرة في الموسم. وتدنّي سعر الحطب مقارنة بسعر المازوت سيدفع بالعديد من الأسر الى تبديل المدفأة من المازوت الى الحطب وتحمّل كلفة شراء مدفأة جديدة. ولكن لهذا الأمر تداعيات بيئية خطيرة إذ ستزيد من قطع الأشجار وافتعال الحرائق لتحويل الأحراج الى غابات سوداء تسمح بقطع الأشجار.
إذا الخوف اللبناني، لن يكون محصورا بمن يسكن قصر بعبدا ولا شكل الحكومة ولونها، فثمة احتياجات متزايدة للبنانيين معيشيا واجتماعيا وتربويا وصحيا، ويضاف إليها همّ الشتاء وموسم البرد والثلج والعواصف الذي يطرق الأبواب، ففي 21 أيلول يدخل فصل الخريف، ويبدأ الطقس يميل نحو البرودة.