IMLebanon

عهد الأمن والإستقرار  

 

تحدثنا قبل بضعة أيام عن السنة الأولى من عهد الرئيس العماد ميشال عون وقدّمنا جردة لإنجازاته الكبيرة تحت عنوان «قطع حساب» العهد، ولم نفاجأ بردود القراء الكثيرة التي جاءت في أكثريتها الساحقة إيجابية. وبينما كان فخامة الرئيس يتحدّث، ليل أمس، مباشرة أمام كاميرات الأقنية التلفزيونية شئنا أن نتوقف عند ما نعتبره الإنجاز الأكبر في هذا العهد وهو ما يعيشه اللبنانيون والمقيمون على أرض لبنان من أمان يفتقده الأقربون والأبعدون في معظم بلدان العالم.

 

إنّ المسألة الأمنية تتقدّم على ما عداها، في تقديرنا. فكم بالحري إذا كان هذا العهد والحكومة الحريرية قد حققا في السنة الأولى إنجازات كبيرة لا نرى موجباً لتكرار تعدادها وكنّا قد سردناها في العجالة المشار اليها آنفاً.

إنّ الأمن والإستقرار هما، في هذا الزمن، ما ينطبق عليهما المثل السائر حول الصحّة والقائل إنها تاج لا يدرك أهميته إلاّ من يفقدها.

ولقد تحقق ذلك كله بتوجيه وعزم وحزم وإصرار سيد العهد ورئيس الحكومة وبالأداء الممتاز لوزير الداخلية نهاد المشنوق وللأجهزة الأمنية كافة بدءاً بالأمن العام ومخابرات الجيش وشعبة المعلومات وأمن الدولة كذلك. يضاف الدور العسكري والأمني الذي يؤديه الجيش وقوى الأمن الداخلي، وعلى أمل أن يسهم الإستنهاض القضائي في ملاقاة الأجهزة والأسلاك العسكرية والأمنية.

وليست مصادفة أن يحصل ذلك. إذ هو نتيجة حتمية لما أشاعه،  عن حق، وجود الرئيس العماد ميشال عون في سدة الرئاسة من أجواء إيجابية يمكن تعدادها بالآتي:

أولاً – لقد نجح الرئيس عون في إضفاء حضور من الحسم وفاعلية القرار على السلطة، وهو ما عززه التفاهم الكبير والوثيق القائم بينه وبين الرئيس الحريري الذي أثبت، بدوره، أنه يؤثر المصلحة العامة على أي مصلحة سواها.

ثانياً – صحيح أن الجنرال عون إنتخب رئيساً للجمهورية في تسوية تاريخية، إذ توافق عليه الأضداد. وتلك تحسب له لا عليه… وإلاّ لماذا لم يتم التوافق التسووي على سواه من سائر المرشحين، وهم أصحاب حيثيات وكفاءات لا يشك أحد فيها على الإطلاق.

ثالثاً (واستطراداً)- إنّ وصول ميشال عون بالتسوية لم يفقده حيثيته الوطنية والشعبية والأخلاقية والثقافية… وبالتالي فهو لم يصل مرتهناً الى شركاء التسوية سيان الحليف السياسي أو الخصم السياسي… وتلك في حد ذاتها منحته وتمنحه قدرة على القرار.

رابعاً – حقق وجود الرئيس عون في سدّة الرئاسة توازناً في السلطة كان مفقوداً منذ مطلع التسعينات. وهذا ما خفف من الضغوط الكبيرة التي كان يمكن أن يتعرّض لها العهد.

(…) ويأمل اللبنانيون أن يستمر الجو الوفاقي الذي رافق إنتخاب الرئيس عون، مع دعم الرئيس نبيه بري بصفتيه الرسمية والشعبية، في ما تبقى من سنوات هذا العهد الذي شكّل نقلة نوعية في قمة المسؤولية… وعلى أمل أن تأتي مرحلة ازدهار تواكب الأمن والإستقرار.