لمناسبةِ الذكرى الستّين لمعاهدة روما، نظّمت بعثةُ «الاتحاد الأوروبي» والسفارة الإيطالية والجامعة اللبنانية – الأميركية (LAU)، أمس وبالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي، محاضرةً تتعلّق بموضوع «أوروبا في عمر الستّين، وضعُ الاتحاد». وقدّم المحاضرة الأمين العام للمعهد الجامعي الأوروبي، السفير فينتشنزو غراسي.
سلّطت المحاضرة الضوءَ على الإنجازات التي تحقّقت في السنوات الستّين الماضية، وعلى التحدّيات الراهنة التي يواجهها «الاتحاد الأوروبي». وتناولت المحاضرة «السيناريوهات المحتمَلة لمستقبل الاتحاد».
وألقى الكلمات الافتتاحية كلٌّ من عميد الجامعة اللبنانية – الأميركية الدكتور جورج نجّار ممثلاً رئيس الجامعة الدكتور جوزيف جبرا، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السفيرة كريستينا لاسن، وسفير إيطاليا ماسيمو ماروتي.
وأشار السفير غراسي في كلمته إلى أنّ «هذا الحلمَ هو حقيقةٌ واقعة»، مضيفاً: «لقد حان الوقت لتحويل ضعفنا إلى قوّة جديدة، وإحداث تضامن أوروبي جديد». وتابع أنّ «الأسباب التي تدعو إلى أن نكون معاً كاتحاد ما تزال قوية، ويمكن لأوروبا أن تبقى لاعباً أساسياً على الساحة الدولية»، خاتماً بالقول: «اتّحدوا، فسنسقط إذا انقسمنا».
بدوره، ألقى الدكتور نجّار الضوء على «التزام الجامعة اللبنانية – الأميركية (LAU)، في تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي حول القيَم الرئيسة ومنها حقوق الإنسان والديموقراطية، والتنوّع وسيادة القانون، والمساواة بين الجنسين والتعاون المتعدّد الأطراف سعياً إلى مستقبل أفضل للأجيال المقبلة» .
من جهتها، إعتبرت السفيرة لاسن أنّ «هذه الذكرى الستين تُهيّئ الفرصة للنظر إلى ما حقّقناه على مرّ السنين»، موضحةً: «نذكّر اليوم لماذا قرّرنا في الأساس إنشاءَ الاتحاد الأوروبي، ولماذا قرّرت بلدان الانضمام إلى هذا التعاون، ونحن فخورون بما حقّقناه».
أمّا السفير ماروتي، فأكدّ أنّ «عملية التكامل الأوروبي لا يمكن أن تتوقّف نتيجةً للأزمة الراهنة والتحدّيات الجديدة»، لافتاً إلى أنّ «مواجهة مخاوف الناس لإعادة إطلاق النموذج الأوروبي تبقى التحدي الرئيسي».
جدلٌ مفيد
إلى ذلك، أكّد ماروتي في حديث لـ«الجمهورية أنّ «الجدلَ المتعلّق بالشعبوية في عالم السياسة هو بالتأكيد أداةٌ لإقناع الناس»، معتبراً أنّ «هذا الأمر هو من أهمّ المشكلات السياسية في أوروبا اليوم المتمثلة بطريقة إشراك المواطنين وإقناعهم بطريقة أو بأخرى».
وأضاف: «الجدل المتعلق بهذه الفكرة بحد ذاته هو لفائدة مستقبل أوروبا»، مؤكداً أنّ «الطريقة التي يقدّم فيها الشعبيون نظرتهم عن أوروبا هي بالتأكيد طريقة لا نتفق معها، غير أنّ هناك الكثير من الأشياء التي يتعرّف اليها الناس في ما يتعلق بهذه الفكرة».
وتابع أنّ «الطريقة التي نُقدّم المعلومات لهؤلاء الناس وكيف ينظرون إلى الاتحاد الأوروبي تؤثّر كثيراً في اختياراتهم»، مشيراً إلى أنّ «التحدي هو تحليل كيف ينظرون لأخطاء الأوروبي والضرر الذي يمكن أن يُلحِقه بدولهم».
ولفت إلى أنّ «القضية الرئيسة هي خلق الجدل لأنّ خيارات الناس تأتي نتيجة الجدل الحاصل، وليس من قرار داخلي حكومي أو أيّ ترتيب»، معتبراً أنّ «الجدل القائم حول النزعة الشعبوية والنزعة المؤيّدة لأوروبا يُظهر اليوم رؤيتين مختلفتين يجب تحليلهما، لذلك يحصل هذا الجدل الذي يمنع نشوءَ تعصّب».
وقال السفير الإيطالي إنّ «بلاده عقَدت قمّة بهدف تشجيع الوحدة وتحسين الاتحاد في عيده الستين، ونعمل لتثبيت هذا الهدف مع كل المؤسسات الأوروبية». وأضاف أنّ «الوثيقة التي وقعها قادة الحكومات وقادة المؤسسات الأوروبية ستفك شيفرات هذه الحركة الجديدة».