IMLebanon

شر الفساد ما يُضحِك  لكن ظَرف وهَّاب يخفف وقع المصيبة

إذا كان المثل يقول:

شر البليَّة ما يُضحِك، فإنه تحوَّل في لبنان إلى شر الفساد ما يُبكي، لكنَّ الظرف والسخرية اللذين يُضافان عند الحديث عن الفساد، يعطيانه نكهةً تجعل المواطن المسكين يعرف ما يجري من دون أن يتقبَّله أو يُسلِّم به، لأنه لا يجوز التسليم بالفساد.

***

هناك بارعون في مضمار الكشف عن الفساد بطريقة ساخرة، قديماً وحديثاً. في المرحلة الحديثة يأتي في المقدِّمة الوزير السابق وئام وهاب، فهو آتٍ من بيئةٍ صحافية، وهذا ما يساعده على تقديم روايته أو الكشف عن تقريرٍ بين يديه، بأسلوبٍ ساخر فيستمع إليه المواطن والإبتسامة، حتى الضحكة، لا تفارق ثغره.

***

ليل أول من أمس الخميس، قدَّم الوزير وهَّاب صولةً من هذا النوع الساخن المميز دائماً من كشف الفساد بطريقة ساخرة، على مدى أكثر من ساعة مع الأستاذ مرسال غانم في برنامجه المتجدّد دائماً، المميّز والشيّق كلام الناس، ومما قاله:

محافظ بيروت يقبض بالكيلو الذهب مقابل الخدمات التي يقدِّمها.

لماذا يحتاج محافظ بيروت إلى مواكبة أمنية؟

هل هو شارل ديغول؟

المجلس البلدي في بيروت خصص معاش 10 ملايين ليرة لبنانية للمحافظ شبيب فوق مدخوله الأساسي.

ومحافظ البقاع في حقّه 50 ملفاً أمام التفتيش المركزي، فلماذا لا يتم تحريك هذه الملفات؟

نسأل عن ممارسات محافظ الشمال الذي يشبه كوجاك.

***

وينتقل الوزير وهاب إلى ملفات فضائحية أخرى فيكشف:

دفعنا لسوكلين ثمن 600 ألف طن نفايات للمعالجة، وتمّت معالجة 157 ألف طن فقط رُدمت بشكل سيئ. أحد الوزراء اشترى سندويشات بقيمة 6 ملايين ليرة وآخر اشترى وروداً ب3 ملايين ليرة.

***

ينتقل إلى ملف النفط فيقول:

متى ستعمل هيئة النفط في لبنان؟

وأين القطاع الذي ستديره؟

لماذا فلان يأتي بالفيول إلى لبنان وليس غيره؟

ومن يتحكم بهذا السوق؟

***

أما فضيحة الفضائح فحديثه عن أن أحد المرشحين لرئاسة الجامعة اللبنانية الذي زوَّر شهادته، وهذا معيب.

ويقول في مجال آخر، نحن نعيش في جمهورية قاسم حمود وهشام العيتاني. هشام العيتاني حاكم البلد. ريحتو طالعة وين ما تروح، موجود متل الشبح وما حدا بيعرفو.

***

هذا غيضٌ من فيض ما قدَّمه الوزير وئام وهاب، وهذا الأسلوب يعلق في ذهن المستمع فيتم التداول به ويسير بين الناس كالموج.

وهذا الأسلوب الذي يدخل بسرعةٍ إلى قلوب اللبنانيين، حبذا لو يدخل بسرعة إلى ملفات القضاء، فيشكِّل مضمونه إخباراً تلو الإخبار، أما المطلوب فهو المتابعة لكي تصل هذه الملفات على خواتيمها السعيدة فيأخذ كل ذي حق حقه.