Site icon IMLebanon

“إسرائيل” تُهدّد بضربة على لبنان لا يمكنها تنفيذها في ظلّ رفض أميركا توسيع الحرب!!! 

 

 

لم ينجح حتى الساعة اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة والذهاب إلى هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس و “إسرائيل”.  وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب القوّات “الإسرائيلية”  من القطاع، ومن ثمّ الذهاب إلى تبادل الرهائن والأسرى لدى الطرفين. وهذا يعني أنّ الجبهة الجنوبية ستبقى مفتوحة على مصراعيها، رغم سعي بعض الدول الغربية والأوروبية إلى منع التصعيد، والى عدم توسيع الحرب على لبنان.

 

مصادر سياسية مطّلعة أكّدت أنّ الضربة الوشيكة على لبنان التي تهدّد بها حكومة العدو، لا يمكن أن تحصل من دون موافقة الولايات المتحدة الأميركية عليها وتمويلها منها. وهي لا تزال حتى الآن ترفض هذه الضربة على ما تُعلن، في ظلّ التحضير للانتخابات الرئاسية الأميركية، وتسعى بالتالي إلى منع توسيع دائرة الحرب، لأنّ شظاياها ستبلغ الدول الأوروبية. فهذه الأخيرة تعاني من أزمة المهاجرين غير الشرعيين اليها، وأي ضربة شاملة محتملة على لبنان، من شأنها دفع النازحين السوريين الذين يفوق عددهم المليونين ومئتي ألف، واللاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم نصف مليون تقريباً، إلى الفرار بطرق غير شرعية نحو القارة الأوروبية. الأمر الذي من شأنه إحداث مشكلة إضافية لها، في الوقت الذي تُطالب فيه من حكومة تصريف الأعمال في لبنان بوقف الهجرة غير الشرعية اليها عبر البحر.

 

كذلك، فإنّ أميركا وفرنسا، على ما أضافت المصادر، تريدان أن يبدأ لبنان قريباً بالإستفادة من ثروته النفطية. وهما تستخدمان هذه الورقة لكي تضغط على المسؤولين اللبنانيين للموافقة على “ترسيم”  أو “تحديد الحدود البريّة مع “إسرائيل”، مقابل “الإفراج” عن تدفّق الغاز والنفط من بلوكاته البحرية، وإلّا فإنّ هذا الأمر سيتأخّر لوقت غير قليل بعد.

 

في المقابل، تقول المصادر السياسية نفسها، بأنّ موقف العدو الإسرائيلي يبدو موحّداً فقط، في ما يتعلّق بـ “تنفيذ ضربة موجعة على لبنان”، غير أنّه يختلف على التوقيت والأهداف أو النتائج المتوخاة من هذه الأخيرة. وثمّة سيناريوهات “إسرائيلية”  عديدة مطروحة لتوسيع الحرب على لبنان، وعدم استبعاد القيام بها رغم الخشية من ذلك، ومنها:

 

– أولاً: سيناريو يتحدّث عنه وزير دفاع العدو بيني غانتس (الذي يُلوّح بالاستقالة من حكومة الحرب)، ويتعلّق بتأجيل الحرب على لبنان لاعتبارات عدّة. وهو يُعبّر عن الموقف الأميركي الذي لا يريد حرباً موسّعة على لبنان في هذه المرحلة بالذات، أقلّه ليس قبل إنجاز الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.

 

– ثانياً:  سيناريو ثانٍ يقوم على فكرة أن يدفع الشعب ثمن قرارات المسؤولين عنه. وعلى أساسه يقوم “الإسرائيلي” اليوم بمعاقبة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، على قرارات حركة حماس، من خلال جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ. وسبق لهذا السيناريو أن طُرح في العام 2006 في لبنان، ويتكرّر اليوم مع الفلسطينيين المدنيين في القطاع، كما مع أهالي الجنوب من خلال المواجهات العسكرية التي يخوضها حزب الله في الجبهة الجنوبية، ويقتل فيها اللبنانيون من المدنيين.

 

– ثالثاً: موقف آخر يقول إنّه في أي حرب جديدة، أكان في القطاع أو في جنوب لبنان، لا بدّ من أن يدفع الطرف الآخر ثمن مواجهته لـ “الإسرائيلي” خسارة قسماً من أراضيه. فقطاع غزّة بحسب وجهة النظر هذه، يجب أن يُصبح أصغر مساحة في اليوم التالي لوقف الحرب، أي أن يستولي العدو على جزء من الأرض بما يضمن له أمن مستوطنيه القاطنين في غلاف غزّة. كذلك الأمر بالنسبة لما بعد انتهاء المواجهات العسكرية مع حزب الله في الجنوب. فعلى “الإسرائيلي” الإستيلاء أو السيطرة على جزء من الأراضي اللبنانية من وجهة نظره، لضمان أمن مستوطني المستوطنات الشمالية. ولهذا يُطالب اليوم بإنشاء منطقة عازلة في الليطاني ويرفض الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، لا سيما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، رغم لبنانية هذه الأراضي، ومطالبة القرار الأممي 1701 بتنفيذ هذا الإنسحاب.

 

من هنا، يتبيّن لنا من هذه السيناريوهات، على ما أشارت المصادر السياسية، أنّ “الإسرائيلي” غالباً ما يضع أهدافاً لكلّ سيناريو يقوم بطرحه. غير أنّ حربه على قطاع غزّة المستمرة منذ ثمانية أشهر لم يستطع من خلالها تحقيق أي من أهدافه، وعلى رأسها القضاء على قادة حماس واسترجاع الرهائن “الإسرائيليين”، وإن تمكّن من تحرير أربعة محتجزين أخيراً واثنين منهم في وقت سابق. وكلّ ما قام به هو تدمير القطاع وتشريد أهله، وقتل وجرح وفقدان أكثر من 120 ألف فلسطيني، فضلاً عن اعتقال نحو 5 آلاف آخرين.

 

ورجّحت المصادر ذاتها أن يتخذ قرار تأجيل الحرب الموسّعة على لبنان، لأنّ أميركا هي حالياً مع هذا الخيار وتسعى إلى وقف حرب غزّة، لا إلى فتح أي حرب جديدة، فليس من مصلحتها ولا من مصلحة الدول الحليفة لها والتي لها مصالح في دول المنطقة من شنّ حرب شاملة على لبنان، تعرف متى تبدأ ولا تعلم متى وكيف تنتهي.

 

وذكّرت المصادر بأنّ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدّثت عنه وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، في وقت سابق كان مخطّطاً لتفتيت المنطقة. في حين أنّ “صفقة القرن” التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نصّت على تهجير فلسطينيي غزّة إلى سيناء وفلسطينيي الضفّة الى الأردن. غير أنّ ما يحصل اليوم، هو مخطّط تهجير فلسطينيي القطاع إلى خارجه، والإبقاء على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أي “توطينهم” فيه، بحجّة أنّه لم يعد لديهم أرضاً يعودون اليها. علماً بأنّ لبنان يرفض التوطين، ويناصر الفلسطينيين في قضيتهم لتحقيق حلّ الدولتين جنباً الى جنب، وعودة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان إلى ديارهم، وحصولهم على التعويضات كاملة من العدو المحتلّ.