مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية للبنان المترافقة مع عملية «درع الشمال» قبالة بلدة كفركلا، تتزايد المخاوف من إمكانية هروب رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى الأمام، من خلال القيام بعدوان جديد على لبنان، للتخلص من أزماته الداخلية، في ظل دعم أميركي لا محدود لإسرائيل في أي عمل عسكري قد يستهدف لبنان . وإذا كان المراقبون يستبعدون تورط إسرائيل في حرب جديدة، لأنها تدرك مدى خطورة النتائج التي ستترتب عنها، إلا أن التطورات الجنوبية المتلاحقة تستوجب برأي أوساط حكومية كما تقول لـ«اللواء»، استنفاراً داخلياً على أعلى المستويات، لمواجهة أي حماقة إسرائيلية محتملة، باعتبار أن الإدارة الأميركية مستعدة لدعم أي توجه إسرائيلي على هذا الصعيد، ما يفتح الباب أمام احتمالات العدوان، وهذا يحتم البحث في الخيارات المطلوبة للمواجهة، وإن كانت الترجيحات لا ترى أن إسرائيل قادرة على تحمل تبعات أي اعتداء جديد على لبنان .
وتشدد الأوساط أنه على المسؤولين أن يتعاملوا بكثير من الحذر واليقظة مع التهديدات الاسرائيلية، وهو الأمر الذي سيشكل لهم دافعاً لتجاوز الخلافات القائمة بشأن تشكيل الحكومة الذي يدور في حلقة مفرغة منذ ما يقارب ستة أشهر ونصف وسط عجز فاضح عن توفي الحد الأدنى من التوافق على ولادة الحكومة التي ما زالت رهينة حسابات صغيرة ضيقة، بحيث أن هناك فريقاً سياسياً ما برح مصمماً على احتجاز الحكومة، إذا لم تحقق مطالبه في توزير حلفائه، ولو على حساب مصلحة البلد والناس. وبالتالي فإن دقة الظروف التي يواجهها لبنان بعد المستجدات الجنوبية، تفرض تعاملاً نوعياً يخفف من حدة الضغوطات ويساعد على إزالة العقبات التي تعترض عملية تأليف الحكومة، مشيرة إلى أن هناك أفكاراً جدية يجري تداولها في سياق الأفكار التي يسوق لها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
وأشارت إلى فكرة توسيع الحكومة إلى إثنين وثلاثين وزيراً، يجري التداول بها من خلال الاتصالات التي يقوم بها الوزير باسيل، سيما أنها تلقى قبولاً من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى، بانتظار موقف الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تقول مصادره أنه ما زال غير مقتنع بهذه الفكرة، ولا يحبذ توسيع الحكومة إلى أكثر من ثلاثين وزيراً لا تضم في عدادهم أياً من نواب الثامن من آذار، وإن كان مستعداً للانفتاح على الصيغ التي تسرع الولادة الحكومية، لكن دون التنازل عن الثوابت التي حددها عند تكليفه تشكيل الحكومة، في وقت تعتبر الأوساط الحكومية أن التطورات الجنوبية، ستشكل قوة دفع من أجل تكثيف المشاورات بحثاً عن مخارج من المأزق الحكومي، في إطار تنازلات متبادلة لا تشكل هزيمة لأحد، بما يمكن لبنان من الخروج من الدوامة ويحصن جبهته الداخلية في مواجهة التهديدات الاسرائيلية التي لا ينبغي إغفالها .