مع انغماس «حزب الله« أكثر أكثر في الحرب السورية والدفاع عن النظام السوري مستعملاً الشباب اللبناني والأراضي اللبنانية كقاعدة انطلاق لعملياته، يرتفع منسوب القلق من انعكاسات حرب الحزب على الداخل اللبناني الذي يعيش منذ أكثر من أربع سنوات على إيقاع التطورات السورية.
ورغم كل المناشدات التي يوجهها الأفرقاء اللبنانيون وتحديداً تيار «المستقبل« الى «حزب الله« للعودة الى الداخل اللبناني وتجنيب لبنان تداعيات الأحداث السورية، يصرّ الحزب على أن يكون ذراع إيران العسكرية في المنطقة ون ينفذ التعليمات الإيرانية.
فبعد إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الأخيرة السبت الماضي، والتي أعلن فيها عن نصر جديد في القلمون، معتبراً أن المعركة الآن أصبحت في جرود عرسال، أتت زيارة مستشار العلاقات الدولية للمرشد الإيراني علي الخامنئي، علي أكبر ولايتي، للبنان، لكي يكتمل المشهد. فولايتي وبعد لقائه مسؤولين لبنانيين قال إنه يشعر بفخر وتقدير بالإنجازات الكبرى والانتصارات التي استطاعت المقاومة اللبنانية الباسلة أن تحققها جنباً الى جنب مع الجيش السوري الباسل في مجال التصدي للمجموعات المسلحة التكفيرية ودحرها في منطقة القلمون». مضيفاً أن «هذا الأمر يؤدي الى تقوية محور المقاومة والممانعة ليس فقط في سوريا ولبنان، وإنما في المنطقة برمتها»، آملاً أن تتمكن دول هذا المحور «من دحر القوى الظلامية من كل ساحات المنطقة«.
اذاً، «حزب الله« وبأمر إيراني، مستمر في معركته تحت عنوان: «دحر القوى الظلامية» كما تريد إيران ومحور الممانعة. وهو أمر اعتبره عضو كتلة «المستقبل« النائب محمد الحجار «تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية اللبنانية، وإصراره كذلك على توجيه حزب الله للقتال في سوريا وأينما تجد إيران لها مصلحة في ذلك، إذ إن الحزب مثله مثل الميليشيات الطائفية الأخرى التي تقاتل في العراق وسوريا واليمن، تجعلنا متوجسين ومتخوفين من المرحلة القادمة، لذلك ناشدنا وطالبنا بعدم زج الجيش بالقتال لمصلحة الحزب وإيران والنظام السوري تحت مسمّى مقاتلة التكفيريين والإرهابيين«. وتابع الحجار لـ»المستقبل« أن «داعش يقاتل في الخندق نفسه الى جانب حزب الله، جيش الفتح وفصائل المعارضة السورية في القلمون».
وعبّر عن قلقه من الكلام المباشر والواضح الذي قاله نصرالله في إطلالته الأخيرة حين أعلن «بشكل واضح أنه لا يقيم ولن يقيم أي وزن لما نطالبه به وعبر بمواقفه وبكلامه عن إصرار على التمادي بتجاوز الدولة ومرجعيتها ومؤسساتها وخصوصاً في قرار الحرب والسلم وكذلك إصراره على القتال في سوريا«، مضيفاً أن الحزب «ذهب في تماديه وفي تطاوله على الدولة الى حد أنه طالبها بأن تذهب للقتال في الأماكن التي يحددها نصر الله وتحديداً في حديثه عن عرسال وأراضي عرسال، عندما قال إنه في حال عدم قيام الجيش بدوره فإن الحزب سيقوم به لا بل أكثر من ذلك، فنصرالله قال بشكل مباشر بأن أهل اللبوة والهرمل جاهزون للقيام بما يطلب منهم لناحية القتال في عرسال وأرض عرسال، ما يؤدي الى توتير الأوضاع أكثر وأكثر، والى شحن النفوس، وهو بكلامه هذا رفع منسوب التوتر الداخلي والشحن الطائفي المذهبي«.
وكشف الحجار لـ»المستقبل« أنه «خلال جلسة الحوار الأخيرة بين التيار والحزب تم الحديث عن موضوع القلمون وعرسال وانعكاسات مشاركة الحزب في الدفاع عن النظام السوري، إلا أن الحزب أعاد الكلام نفسه الذي يردده في الإعلام عن أنه يحارب الإرهابيين والتكفيريين«.
وتابع: «إن حزب الله في سوريا يدافع عن النظام السوري تلبية لأوامر القيادة الإيرانية وتحديداً الحرس الثوري، وأتصور أن جزءاً كبيراً من جمهور الحزب والبيئة الحاضنة له بدأ يطرح الأسئلة عن المصير الذي يأخذه اليه الحزب خصوصاً بعد الهجوم العنيف وغير المسبوق الذي شنه نصرالله على السعودية ودول الخليج بعد عملية عاصفة الحزم.»
وإذ لفت الى أنه «مطمئن الى موقف قيادة الجيش وقائد الجيش العماد جان قهوجي بالتزامه حماية الأراضي اللبنانية«، أبدى تخوفه من «انعكاسات محتملة على الداخل اللبناني أو من سيناريوات لتوريط الجيش في معركة حزب الله في القلمون».