IMLebanon

مواجهة الإرهاب مهمة إسلامية…

وصلتني امس عبر “واتس أب” رسالة منقولة عن السيد ابرهيم عبدالله رئيس دائرة الاراضي في دبي سابقاً، وفيها “كليب” من انتاج “تيلي لوميار” لقصيدة نزار قباني “هل تسمحون لي؟” ومما فيها:

“في بلاد يغتال فيها المفكرون، ويكفّر الكاتب وتحرق الكتب، في مجتمعات ترفض الآخر، وتفرض الصمت على الأفواه والحجْر على الأفكار، وتكفّر اي سؤال، كان لا بد ان استأذنكم ان تسمحوا لي…

هل تسمحون لي بأن اعلّم اطفالي ان الدين لله اولاً، وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟ هل تسمحون لي بأن أعلم صغيرتي أن الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وامانة وصدق، قبل أن أعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟ هل تسمحون لي بأن أعلم ابنتي أصول الدين وأدبه وأخلاقه، قبل أن أفرض عليها الحجاب؟ هل تسمحون لي بأن أقول لابني الشاب إن إيذاء الناس وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم، هو ذنب كبير عند الله؟ هل تسمحون لي بأن أعلم ابني أن الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ بنزاهته وأمانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟ هل تسمحون لي بأن أقول لابنتي إن صديقتها المسيحية ليست كافرة، وألا تبكي خوفاً عليها من دخول النار؟ هل تسمحون لي بأن أقول إن الله حرّم قتل النفس البشرية، وإن من قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً، وإنه لا يحق لمسلم أن يروّع مسلماً؟ هل تسمحون لي بأن أعلم أولادي أن الله أكبر وأعدل وأرحم من كل فقهاء الأرض مجتمعين؟ وأن مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين، وأن حساباته أحن وأرحم؟”.

تكمن أهمية هذه الكلمات في مضمونها اولا، وهو المضمون الصالح لكل زمان ومكان في هذا العالم العربي المسرع في الانحدار الى الاسوأ، وثمة اهمية في انتاجها من “تيلي لوميار”، المحطة المسيحية التي تعنى بكلمة الله، وبكلمة المحبة والتلاقي عن اي شخص صدرت، والاهمية ايضا في توزيعها من خليجي مسلم في زمن انحطاط الاسلام السياسي الذي صار تنظيم “الدولة الاسلامية” واجهته!

تبرز الحاجة اليوم الى ثورة اسلامية تنقض الواقع القائم، وتحجب الصفة الاسلامية عن الاعمال الارهابية الوحشية، التي تقتل وتخطف وتسبي وتغتصب وتسرق باسم الاسلام. الحاجة ملحّة الى مبادرات، ربما تبدأ صغيرة كمثل تلك الرسالة الالكترونية علّها تتحول كرة ثلج قادرة، ليس فقط على المحافظة على التعدد والتنوع في هذا الشرق، بل أيضاً أن تعيد “ترقيع” صورة الاسلام المشوّهة في كل العالم.

ولنا أمل في مؤتمر “مواجهة التطرف والارهاب، وتجديد العلاقات الاسلامية – المسيحية” الذي سيعقد في كانون الاول في الازهر الشريف في مصر، والذي يهدف إلى تعميق التعاون بين الطوائف والديانات في مواجهة الإرهاب، ويؤمل أن تصدر عنه فتاوى تتقاطع مع دعوة بطاركة الشرق لتحريم الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم وتجريمها.