بعد عشر سنوات، لم يغب جبران دقيقة واحدة. فبعد 10 سنوات كلماته باقية ومحبة من عرفه أو لم يعرفه بقيت نفسها، وستبقى الى أبد الآبدين…
في الذكرى العاشرة لجبران أقامت “مؤسسة جبران تويني” احتفالاً شارك فيه صحافيون واعلاميون لإحياء ذكرى جبران الصحافي، اللقب الأحب على قلبه. وفي هذه المناسبة تحدث الزميل مرسال غانم عن المعتقلين الذين كان جبران يطالب دائماً بحقهم ليسأل أين أصبحت قضيتهم؟ الصحافي جان بيار بيران من “الليبيراسيون” تناول ايضاَ هذا الموضوع وقال انه في لبنان لم تذكر أسماء من عذب أو اعتقل او قتل اثناء الاحتلال السوري واثناء كل الحروب التي مرت. وأضاف بيران: ” اذا لم تعترفوا بما حصل ولم تتذكروا فلن يكون لديكم ذاكرة وسيعيد التاريخ نفسه”. نعم، بيران محق ومرسال غانم ايضاً، لاننا ندفن مع من رحل قضيته، ولبنان من البلدان التي لا نجد فيها متاحف وتماثيل أو أسماء للحفاظ على الذاكرة وللمصالحة الحقيقية. كل هذه الملفات التي طرحت يوم ذكرى جبران تعيد القضايا التي دافع عنها حتى الشهادة، ومن هذا المنطلق نحن نسأل بعد 10 سنوات أين أصبح ملف الشهيد الذي طالب بالعدل لكل الملفات؟
أين أصبح التحقيق في ملف جبران تويني؟ ولماذا في بعض الملفات نثبت أن أجهزتنا فعالة ويمكن ان تصل الى خيوط كما حصل في الانفجار الاخير الذي أصاب منطقة برج البراجنة؟ وهنا لا يمكن سوى ان نشهد للأجهزة الأمنية والمختصة لعملهما المهني، ولكن لم نجد المهنية نفسها في التحقيق في جريمة اغتيال نائب وصحافي لبناني. هل نحن ممن لا يملكون الطاقات والامكانات؟ طبعاً لا، بدليل ان الشهيد وسام عيد دفع ثمن مهنيته. فكل ما يلزم موجود للتوصل الى الحقيقة أو على الأقل الى خيوط، لكن ما ينقص هو ارادة وقرار سياسي. والسؤال: هل من يعطل ذلك لأنه أصبح يعترف ببساطة بأن الحقيقة لا تلائمه؟ من يعلم ويدرك من المعطل ولا يفعل أي شيء للتغيير، هل أصبح من دون علمه أو ارادته متواطئاً ومستسلماً للأمر الواقع وراضخاً لمن قرر ان يدفن كل تحقيق في اغتيال رئيس أو نائب أو صحافي سياسي في لبنان كي يشرّع القتل لكل من يزعج نهجاً سياسياً أو لكل من يحاول التغيير او الاعتراض أو الانتفاضة؟
بعد 10 سنوات، اسمحوا لي بصراحة جبران أن أقول: البعض مجرم والبعض الآخر متآمر. أما من تبقى فراضخون! ووقاحة كل الجهات اللبنانية المختصة في التحقيق أوصلتهم الى القول لنا: عذراً، لا يمكننا أن نجد الحقيقة لان البعض يمنعنا من العمل، ونحن لا حول لنا ولا قوة.