Site icon IMLebanon

فشل الردع والإحتواء:  تحديات إنهاء داعش

 

 الحرب على داعش ليست على جبهة واحدة. ولا تكامل أو تكافؤ في النشاط على كل الجبهات. فعلى الجبهة العسكرية زحام جوي اميركي وروسي وفرنسي، حيث القصف مستمر بكل أنواع القنابل والصواريخ، ومعارك محلية متفرقة على الأرض، وعلى الجبهة الاقتصادية والمالية بداية متأخرة لقصف صهاريج النفط وحرمان داعش من نحو ثلاثين مليون دولار شهرياً، وحركة بطيئة لتجفيف منابع التمويل. وليس على الجبهة الايديولوجية، وهي بالغة الأهمية، أكثر من بيانات عادية يستنكر اصحابها وحشية الإرهاب باسم الدين. فلا مراجعة عميقة ل التأويل الذي يعتمده داعش في تبرير ما يقوم به. ولا مواجهة ايديولوجية جريئة وعصرية مع الذين يستخدمون الدين في تغطية الجرائم بدل أن يخدموه بالعمل الحسن.

وحتى على الجبهة العسكرية، فإن ما حدث منذ عام حتى اليوم هو فشل استراتيجية الردع كمرحلة اولى، وفشل استراتيجية الإحتواء كمرحلة ثانية، ثم التوقف امام تحديات استراتيجية الإنهاء. ومن المبكر الحديث عن تغيير استراتيجي كبير بفعل الدخول الروسي القوي على الخط والحماسة الفرنسية الجديدة بعد هجمات باريس الإنتحارية، وتصاعد الدعوات داخل اميركا الى تطوير موقف الرئيس باراك اوباما.

ذلك ان المزاج العام في المنطقة صار روسياً. وأسهم الرئيس فلاديمير بوتين في ارتفاع مقابل الهبوط في أسهم اوباما. والسبب ليس استعادة موسكو المستحيلة للجاذبية الايديولوجية التي كانت للاتحاد السوفياتي، ولا قدرتها الصعبة على ان تكون البديل الكامل عسكرياً واقتصادياً من واشنطن، بل الردّ على ما يسميه حلفاء أميركا تخاذل أوباما. والرهان محدود على ما تضيفه فرنسا الى المجهود الحربي ضد داعش بعد إرسال حاملة الطائرات شارل ديغول.

لكن أوباما يوحي انه يتقدم خطوة في حساباته التي يراها في مصلحة اميركا، بصرف النظر عما يراه حلفاؤها. فقبل أسبوع قال ان استراتيجية القتال ضد داعش لا تستهدف استرداد أراض يسيطرون عليها بل تغيير معطيات منحت هذه الجماعات العنيفة المتطرفة فرصة الظهور. وقبل ايام رفع صوته في ماليزيا قائلاً انه يريد الاستمرار في إضعاف داعش وتفكيك خلاياه وملاحقة قادته والقضاء عليه، وإخراجه من الأرض التي يحتلها.

والسؤال هو: كيف يمكن إخراج داعش من الأرض التي يسيطر عليها من دون قوات برية اميركية او روسية او فرنسية؟ وإذا كان المطلوب محاربة داعش بقوات سنّية، لأن محاربته بقوات شيعية او صليبية تقويه فمن هي الدول المسلمة التي سترسل مئة ألف من القوات المسلحة؟ الجواب غامض، حتى إشعار آخر، لكن الحماسة شديدة لهبوب رياح الدور الروسي. –