يتعذر إيجاد مبرر واحد لرئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، في تصرّفه الذي أقل ما يقال فيه إنه «مشين»، فلقد تكشفت «النكتة» التافهة «البايخة»، عن شخصية قليلة الأدب، لعلّها وصلت الى حيث هي في موقع نقابي بارز بالتأكيد من غير استحقاق!
كما لقد تكشفت فعلته اللاأخلاقية عن سلسلة حقائق يمكن الإشارة الى البعض منها على سبيل المثال:
أولاًـ إن بشارة الإسمر قادر أن يكون في موقعه، وفي اجتماع رسمي، وفي قضايا ملتهبة تشغل البلد، ومع ذلك يستخدم عبارات سوقية ساقطة… وبالتالي يطرح السؤال ذاته عن جدّية قيادة الاتحاد العمالي العام الحالية في معالجة الأمور التي لها شؤون وتداعيات كبيرة، مثل الإضرابات والاعتصامات.
ثانياًـ إن القيادات التي كانت مجتمعة مع بشارة الأسمر وتستمع الى كلامه غرقت في الضحك للنكتة السوقية التي أطلقها، من دون أن يوجد واحد بين الحضور يسجل موقفاً اعتراضياً، ولو… بالتمنع عن همروجة الضحك والتهريج التي نقلها الڤيديو.
ثالثاً ـ إنّ بشارة الأسمر الذي وصل الى رئاسة الاتحاد العمالي في غفلة من الزمن أثبت أنه لا يحمل ذرة من الحسّ الوطني، ناهيك بالإنساني، ولا يملك أي احترام لحرمة الموت.
رابعاً ـ إن صاحب النكتة السوقية أثبت أنه لا يتوانى عن الإساءة الى مشاعر الطائفة التي بإسمها يحتل موقعه المتقدّم في زعامة الاتحاد العمالي، خصوصاً وأنه تناول، بكلام ساقط، المرجع الروحي الأوّل (والوطني كذلك) الذي لم يكن قد مضى على رحيله سوى ساعات معدودة.
ناهيك بأن الراحل الكبير رمز وطني كبير عليه شبه إجماع لبناني، واحترام وتقدير إقليميان ودوليان.
خامساً ـ إن «النكتجي» الهابط يتقاضى مرتبات وتعويضات ضخمة من «الإهراءات» من دون أن يمارس أي عمل. أي إنه، في الواقع والقانون، يسرق المال العام منذ سنوات على حد ما قال وزير الاقتصاد السابق رائد خوري الذي كشف أنه وجه إليه إنذاراً بسبب غيابه المتواصل عن عمله.
سادساً ـ إن بشارة الأسمر له «فضيلة» واحدة وهي كونه كشف أنه لا يستحق الموقع الذي هو فيه، وأن زمن الكبار في رئاسة الاتحاد العمالي العام قد أصبح بعيداً في الماضي!
طبعاً بشارة الأسمر لن يستمر رئيساً للاتحاد العمالي العام.
على الأقل لأنّ هذا الاتحاد يضم أبناء الشعب الكادحين العاملين المنتجين الذين يأكلون لقمة الكرامة المغمّسة بالعرق والدموع. وأقل ما هو مطلوب منه أن يبادر الى الاستقالة، كما يفترض بأركان المجلس التنفيذي للاتحاد أن يسحبوا ثقتهم منه بعد هذه الفعلة الشنيعة.