IMLebanon

سقوط السي . ان . ان  

أهم ما أسقطته الانتخابات الرئاسية الاميركية لم تكن السيدة هيلاري كلينتون  وحدها، انما صدقية الاعلام الاميركي ذي السمعة العالمية الكبرى، وايضا شركات استطلاع الرأي…

او (ومن باب الانصاف) تلك التي تصلنا من وسائل الاعلام وفي طليعتها قناة الـ«سي ان ان» التي اعتبرها الكثيرون في مختلف انحاء العالم وفي العالم العربي تحديدا انها جهينة الشهيرة في التاريخ العربي التي «عندها الخبر اليقين».

لقد ادت قناة سي. ان. ان احد اكثر الادوار قذارة في المعركة الانتخابية. لقد زوّرت الحقائق، وقلبت الوقائع، وألّفت الحكايات والروايات عن المعركة في اطار من الاختلاق غير الخلاّق.

وحتى اللحظات الاخيرة من قبل النتيجة النهائية واصلت هذه القناة التلفزيونية الشهيرة سيرتها في الكذب والبعد عن الحقيقة والتزوير بدليل انها نامت طويلا على الـ200  نقطة التي حصل عليها المرشح السابق والرئيس العتيد دونالد ترامب، فيما كان سواها يذكر انّ الرجل تجاوز الـ250 وبات بحاجة  الى اقل من 20 مندوبا اخرين حتى يتجاوز عتبة المرشح فيدخل دار الرئاسة!

المهندس اللبناني الشاب، جورجينو الخوري. كان يزودني يوميا تقريبا، وطوال الاشهر الثلاثة الماضية، بالمعلومات التي تناقض ما دأبت سي. ان . ان على نشره يوميا. ذات يوم استفدنا من تلك المعلومات ونشرناها في «الشرق» فصدرت متعارضة مع ما  كانت نشرته وعممته وسائط الاعلام اللبنانية. ولم يلبث جورجينو ان زودني بالوثائق التي تثبت ان القناة الاميركية الشهيرة تتعمد التمويه على الحقيقة ومجافاة الواقع. وفي وقت لاحق، وكان الخطأ ضخماً، تلقيت من المهندس الشاب صورة عن اقرار تلك القناة بأحد اخطائها الكثيرة والمتعمدة.. ولكنها تعمدت نشرها في احد مواقعها الذي قلما يزوره متابعوها…

امس اتصل بي جينو وقال: الامر كله بات من الماضي… اصبح وراءنا. اما المهم والجوهر في هذه المعركة الانتخابية الشرسة فهو اننا نحن اللبنانيين والعرب لا نأمل كثيرا، كي لا نقول لا نأمل شيئا من البيت الابيض سواء أكان يقطنه الابيض أم يقيم فيه الاسود، وسيان أوصل ترامب (وقد وصل) أم هيلاري… فالمسألة انهم لا يجدون لنا فراغا في مفكرتهم، وقد لا يجدون… وعلى امل ان يكون الوجود اللبناني في قيادة الحملة الانتخابية والمستشارين المقربين لدونالد ترامب باباً لولوج مشاكلنا وقضايانا الدولية الى البيت الابيض.

وتبقى العبرة مما تقدم من دور الاعلام في هذا العصر.

 بداية نود ان نزيل الاوهام: فنحن لسنا في عالم المثاليات، الا ان نظرتنا الى بعض وسائط الاعلام الغربي عموما والاميركي خصوصا تدخل في هالة قدس الاقداس… وامام الحقيقة نكتشف ان المصالح المتعددة هي التي تسيّر ذاك الاعلام…. ما يدعونا الى وقف جلد انفسنا عبر الانتقاد القاسي لاعلامنا! طبعا نحن لا نبرر التجاوزات ولكننا نقف حائرين امام هذه الولايات المتحدة الاميركية الرهيبة بضخاماتها في المجالات كافّة ذاكرين انه في العالم 1982 كانت الشركة رقم 13 فيها (جنرال موتورز في حينه) وتتقدم عليها اثنتا عشرة شركة والرقم 12 كان الكوكا كولا… نقول مداخيل الشركة الثالثة عشرة كانت توازي مداخيل جميع دول الاوبك المنتجة للبترول في العالم!

من هنا اذا كذبت أو زوّرت احدى المؤسسات الاعلامية الكبيرة فيكون كذبها مثل سقوطها،  عظيماً.