على وقع المقاطعة الخليجية ومصر والاردن وغيرها من الدول التي حضرت القمة الاسلامية الاميركية لامارة قطر على خلفية اتهامها بتمويل الارهاب حيث سارع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى تشجيعها معتبراً ان «عزل قطر بداية نهاية فظائع الارهاب» زار قائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزف فوتيل لبنان لتفقد حاجات الجيش اللبناني من اسلحة وذخائر في حربه ضد الارهاب المتمثل «بداعش» و«النصرة» والقاعدة ومشتقاتها وقد جال فوتيل على المسؤولين اللبنانيين ليختتم زيارته بتفقد الجبهة الشرقية حيث يقف الجيش اللبناني بمواجهتها من خلال استهداف مواقعها بالمدفعية اضافة الى العمليات النوعية التي ادت الى قتل واسر مجموعات لـ«داعش» في جرود عرسال وسط كلام عن قرب الحسم العسكري بعدما باتت المجموعات الارهابية في حالة حصار بين فكي كماشة القوى العسكرية اللبنانية من جهة و«حزب الله» والجيش السوري من جهة اخرى.
ويبدو وفق مصادر امنية ان الانهاك الذي اصابها من خلال افتقارها الى المواد الغذائية ناهيك بقطع الوريد الذي كان يربطها بالرقة عبر البادية السورية يضعها امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان تسعى لاندفاعة انتحارية باتجاه عرسال لما تمثله من حديقة خلفية لها واما الاستسلام امام الامر الواقع والتفاوض لتأمين خروجها من الجرود باتجاه ادلب وهذا الامر كان السبب في المعركة الاخيرة بين «جبهة النصرة» التي تفضل المخرج التفاوضي وبين «داعش» الرافض لعمليات الاخلاء كون كافة منافذها باتجاه الرقة مقطوعة بالاضافة الى انطلاقة معركة تحريرها التي اعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» بدءها ناهيك بالجيش السوري الذي يسابق الاكراد على استعادتها.
واذا كانت دولة الخلافة المزعومة تعيش ايامها الاخيرة في العراق وسوريا، فان سقوطها ككيان جغرافي لن ينهي مسألة الارهاب بعدما تحول «داعش» الى سرطان عالمي يضرب في معظم الدول من المنطقة مروراً باوروبا حيث اثخنت لندن وباريس بالجراح وصولاً الى الفليبين التي باتت مسرحاً رحباً للتنظيم الارهابي، ما يعني ان سقوط «داعش» في معاقلها السورية والعراقية سيترك الكثير من التداعيات لن تسلم منها الساحة المحلية حيث الاجهزة الامنية تشن حربا استباقية في وجه الظلاميين التكفيريين بحيث لا يمر اسبوع الا وتسقط شبكة في قبضتها وكان اخيرها لا اخرها الخلية التي كانت تعد لعملية انتحارية تطاول احد المطاعم في الضاحية الجنوبية وافرادها من جنسيات يمنية وفلسطينية وليس غريباً ان يكون الوسيط بينها وبين القيادة في الرقة فلسطيني يقيم في مخيم «عين الحلوة» قبلة التنظيمات التكفيرية على مختلف تلاوينها.
وتشير الاوساط الى ان المرحلة الراهنة بالغة الدقة خصوصاً وان هزيمة «داعش» المرتقبة ستدفع قياداتها الى الاعتماد على «الذئاب المتفردة» كما حصل في اوروبا، ولا يستبعد مصدر أمني ان تنال الحلبة المحلية قسطاً منها لا سيما وان بعض المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها «عين الحلوة» يشكل حاضنة «دافئة» للارهاب حيث تشير المعلومات الميدانية الى ان سقوط المخيم في يد التكفيريين ليس سوى مسألة وقت لا سيما وان الارهابي بلال بدر ومجموعته بات يشكل رقماً صعباً في المعادلة في ظل تواطؤ او عجز «فتح» في اجتثاث هذه الظاهرة خصوصاً وان بعض قياداتها على علاقة وثيقة بقطر من حيث التمويل والتحريك كما ان لـ«داعش» مجموعة في المخيم المذكور اميرها هلال هلال تسعى الى استقطاب الشبان باغراءات مالية وتلقينهم فكرها الجهادي القائم على القتل وارتكاب الفظاعات.