Site icon IMLebanon

تعويل على سقوط نتانياهو… الى متى يتحمّل بايدن ضرر الحرب على غزة؟

 

مع نهاية العام الماضي، وبعد الاتصال الناري بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو قبل عيد الميلاد، انشغل الإعلام الأميركي بنشر تقارير حول أرقام استطلاعات الرأي، تُظهر أن الرئيس الأميركي جون بايدن يواجه مشكلة كبيرة، بعد تراجع شعبيته في أوساط الناخبين الشباب واليساريين والأقليات، خاصة المسلمين، بسبب الحرب على غزة. علماً أنه قبل نهاية العام أيضاً  أُجري استطلاع للرأي بواسطة شبكة “سي بي إس نيوز”، بالتعاون مع مؤسسة “يوغوف” البحثية، تبيّن بنتيجته أن 61 في المائة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع، لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب.

 

في الساعات الماضية انتشرت المزيد من استطلاعات الرأي، التي تتحدث عن تراجع بشعبية بايدن في ولايات محسوبة عليه بسبب التعامل مع الحرب، علماً أن بايدن وإدارته وإن كانوا لا يرغبون بتوسيع الحرب في المنطقة لعدم تورطهم بها بشكل مباشر، إلا أنهم غير قادرين على كبح جماح “الإسرائيليين” بالحسنى، ويرفضون حتى اليوم استخدام وسائل قاسية كوقف التسليح على سبيل المثال.

 

“يجب أن يكون رئيس الوزراء قادراً على قول لا حتى لأصدقائنا”، يقول نتانياهو، بعد أن قدم الرئيس الأميركي جو بايدن للحكومة “الاسرائيلية” دعماً قل نظيره بعد 7 تشرين الأول ولا يزال، فالأميركي لا يريد الحرب الواسعة ولا يمكنه أيضاً ترك “اسرائيل” لوحدها، نظراً لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة اليه، وبسبب اللوبي الصهيوني في أميركا، والذي يتحكم بكثير من مفاصل الحكم هناك.

 

اليوم أصبح النفور بين نتنياهو وبايدن أكبر، والخلاف يتوسع حول كيفية وقف الحرب وما بعدها، وبات من المؤكد أن بقاء نتانياهو في السلطة، الذي يرتبط بشكل عضوي بتحالفها مع أحزاب اليمين المتطرف في “إسرائيل”، يصعب من مهمة الوصول إلى تسوية تقود إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على إعتبار أن هذه الأحزاب سبق لها أن هددت بالخروج من الحكومة، في حال الذهاب إلى تسوية لا تتضمن القضاء على حركة حماس، في المقابل لا تبدو القوى الأخرى في وارد تغطية نتانياهو بشكل كامل، بدليل الخلافات الداخلية المستمرة لا سيما على مستوى مجلس الحرب.

 

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، أو بالتحديد الإدارة الحالية بقيادة جو بايدن، فإن هناك العديد من الحسابات التي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار، أبرزها الإنتخابات الرئاسية المقبلة ودور الناخبين العرب والمسلمين ، بالإضافة إلى العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وهي تفضل الذهاب إلى تسوية يستطيع الرئيس الحالي جو بايدن أن يقدمها، على أساس أنها إنجاز نجح في تحقيقه.

 

من هنا، تعمد الولايات المتحدة إلى زيادة الضغوط على نتانياهو من أجل دفعه إلى خفض شروطه من أجل الذهاب إلى التسوية، لكنها في المقابل لن تكون في وارد التخلي عن التحالف الإستراتيجي مع “إسرائيل”. لكن السؤال يبقى حول مَن سينجح في تحقيق هدفه؟ من دون أن يعني ذلك أن واشنطن، في مرحلة ما في المستقبل، لن تعمد إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بشكل أكبر، خاصة أن بقاءه في موقعه يزيد من احتمالات خسارة بايدن، وحصول حرب في المنطقة.

 

يعول الأميركي اليوم على الخلافات الداخلية “الاسرائيلية” للإطاحة بالحكومة الحالية، وهو نفس تعويل محور المقاومة أيضاً، الذي يرى بالخلافات الداخلية فرصة لوقف الحرب على غزة.