IMLebanon

سقوط «النأي بالنّفس» بـ السّلاح والولاء لـ»عليّ الخامنئي»

 

مشهد اليوم والأمس سيؤكّد للبنانيين مرة جديدة أنّ مشكلة لبنان الكبرى ومأزقه الحقيقي هو سلاح حزب الله، وأنّ لا معنى لأي ادّعاء بالحرص على لبنان وتقدّمه واقتصاده وشعبه ما دام هناك فريق واحد يستقوي بالسلاح ويدين بالولاء لدولة أخرى، ويفرض توجهاته على لبنان المختطف مع شعبه إلى محاور لا ناقة له فيها ولا جمل!

 

لا يحتاج اللبنانيون أن يصغوا في كلّ مرّة يطلّ فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله إلى عريف تقديم إطلالته بالشعر والنّثر أن يصرخ حتى يُبحّ صوته في وجوهنا «لن نترك السلاح».. لا أمل بنجاة لبنان طالما هذا الصراخ يعلو متمسكاً بالسلاح ويخوض معارك إيران في أصقاع العالم!

لطالما نظّرنا أنّ حزب الله لا ينتمي إلى «الأمّة اللبنانيّة» وأنّه يصنّف نفسه بأنّه «أمّة حزب الله» وهذه الأمّة طليعتها في إيران، لم نكن بالأمس نحتاج إلى وقوف بيئة حزب الله في احتفال الحزب المركزي «نشيدهم الوطني» بالتزامن مع إطلالة نصر الله، ونحن هنا لا نتحدّث عن أمر عقائدي البتة، بالعكس هذا تلبيس سياسي على العقيدة ومخايلة عليها، ولا نعرف إن أصغى اللبنانيون جيداً بالأمس إلى هؤلاء ينشدون: «سيدي يا ابن الحسينِ/ نحن ابناء الخميني/ وهتفنا بالولاء/ لـ»علي الخامنئي»/ سيدي يا ابن محمد/ هذه الأكفان تشهد/ نرتدي ثوب الفداء/ لـ»علي الخامنئي»/ إنها كل الحكاية/ نحن عشاق الولاية/ وختمنا بالدعاء/ لـ»علي الخامنئي»، ولا يحتاج هذا الولاء لكثير توضيح، بالأمس ومن وحي هذا النشيد حسم أمين عام حزب الله قرار لبنان برفض «النأي بالنّفس» من بوابة «بعبع التوطين»!!

بالأمس صدق نصرالله، بالقول إنها لحظة «حسم الخيارات»، لبنان وشعبه يدفع دفعاً للزجّ به في محور إيران الذي تقصقص أظفاره وتكسر أجنحته في سوريا والعراق، فيما يستقوي أتباع هذا المحور في لبنان، حقيقة لبنان حكومة وشعباً أمام لحظة الحقيقة، أكذوبة «النأي بالنّفس» أسقطها بالأمس أمين عام حزب الله، خطاب نصرالله بالأمس يدخل لبنان مرحلة مفصليّة، حيث تستدعي الحاجة الإيرانية ومصالحها هذا أمر يعني لبنان، أما التنميق السياسي فلم تعد له أدنى قيمة، خصوصاً مع ترويجه لخدعة قديمة ـ جديدة وأكذوبة أن تنأى الدولة بنفسها، فهذه على قياس تحمّل المقاومة تبعات الحرب على إسرائيل حماية للدولة!!

حان لحظة الاختيار للبنان وشعبه، اسمحوا لنا، نحن شعب حرّ وسيّد ومستقلّ، و»عليّ الخامنئي» ليس وليّ أمرنا، ولا ندين له بالولاء، ولا نرتدي أكفان الفداء له، ولا نؤمن ولا نعتقد بولايته ولا بولاية الفقيه ولا بأنّه نائب المهدي المنتظر ووكيله، ولا نؤمن بوكلائه الشرعيين في لبنان والبحرين والعراق واليمن ولا في نيجيريا أيضاً، ولا ندعو لـ»الخامنئي» بالبقاء، ونرفض أن يكون قرار حربنا وسلمنا ومصير وطننا في يده، ونقطة على السطر!

أنتم أمّة «علي الخامنئي»، ونحن «الأمّة اللبنانيّة» التي نصّ عليها الدستور، لا ندين بولاء ولا تبعيّة إلا للبنان الدولة والشعب والمؤسسات، كفى اللبنانيّين غشّاً متواصلاً لأنفسهم منذ العام 1993 والعام 1996 والعام 2006، كفاهم سيراً بـ»التطبيل والتزمير» لحكومات الاتفاق الوطني والوحدة الوطنيّة ولخدعة كبرى اسمها «المقاومة»، عملياً نحن أمام «أمّة حزب الله» بحسب تعريف الحزب لنفسه، وهذه الأمة «إيرانية الهويّة» بحسب ربط الحزب لنفسه مع طليعتها التي «نصرالله» في إيران، و»أمّة حزب الله» هذه ليست مرتبطة بأي من مصطلحات الأمة المتعارف عليها في الإسلام بحسبّ النصّ القرآني، ولا حتى في مفهوم «الأمة العربية» ولا «الأمّة اللبنانيّة»، لأنّ «أمّة حزب الله» هذه «أمّة» منفصلة وقائمة بكيانها المستقل عن كلّ وأيّ أمّة وما الإسلام إلا غطاء رديء لمشروع يريد أن يحكم العالم الإسلامي، ولا علاقة لها لا بـ»أمّة الإسلام» أو «أمة محمّد» أو «أمّة علي» ولا حتى «أمة الحسين» إلا بمقدار ما يَتناسب مع المصلحة الإيرانية!!