IMLebanon

بعد سقوط نظام الأسد سوريا بين خيارين

 

الخيار الأول: هو الحفاظ على وحدة الشعب السوري، عبر الإصلاح الديمقراطي، والمصالحة الوطنية، وتحقيق العدالة الانتقالية، والإيمان بضرورة المرحلة الانتقالية من أجل بلورة مشروع وطني جديد، ودستور جديد، من خلال الحوارات بين مختلف مكونات المجتمع السوري من دون أي إقصاء، ويقوم هذا المشروع على إعادة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التعددية في إقليم الشرق الأوسط على أسس جديدة، بوصفه الخيار الأيديولوجي والسياسي والمشروع الثقافي للشعب السوري، ويقوم أيضاً على الهوية الثقافية والسياسية المؤسسة لدولة سورية فاعلة في النظام الدولي العالمي، عبر تبنّي المفاهيم القائمة على التعددية الفكرية والثقافية والسياسية، وفكرة المواطنة، وبناء دولة القانون، أي دولة المؤسسات الدستورية وإعادة تثمين الوطنية المحلية الدستورية، والتأكيد على مرجعية احترام حقوق الإنسان، والحريات الشخصية والاعتقادية، والديمقراطية، و إعلاء العدل والإنصاف، واجتثاث الفساد المالي والإداري باعتباره الصفة القوية التي يمتاز بها نظام الأسد البائد، وتطهير العقليات من النزعات الطائفية.

الخيار الثاني، هو خيار الحرب الأهلية، وسيطرة النزعات الثأرية والانتقامية ، وهو ما يقود إلى تقسيم سوريا إلى دويلات قائمة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية (دولة سنية، ودولة علوية، ودولة كردية، ودولة درزية) كما يريد ذلك المدافعون عن الشرق الأوسط الجديد: الإمبريالية الأميركية والكيان الصهيوني.

 

نأمل أن ينتصر خيار العقلاء المؤمنين بالعقلانية السياسية والحكمة والتعقّل، على اختلاف مرجعياتهم الدينية و الفكرية والسياسية. إنَّه خيار المجتمع السوري الموحّد، المعتدل والوسطي، المدافع عن هويته الحضارية والتاريخية: العروبة والإسلام المنفتح على الحداثة بكل منطوياتها الفكرية والثقافية والسياسية.