IMLebanon

سقوط مشروع «الهلال الشيعي»

ليس من شك في أنّ مشروع «الهلال الشيعي»، الذي كان حذر منه العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين، والذي أصبح شبه واقع، بعد الثورة في سوريا، وحكم نوري المالكي الخاضع لسلطة قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني… الذي أعلن أنّ حدود دولة الفرس تمتد من أفغانستان الى إيران الى العراق الى سوريا فلبنان، على البحر المتوسط…

لكن هذا الحلم سقط سريعاً مع سيطرة «داعش» على الموصل في العراق، وضمها الى الحسكة ودير الزور والرقة في سوريا… حيث قطعت حدود دولة «الحرس الثوري»..

صحيح أنّ النظامين السوري والعراقي سوّقا شعار «الإرهاب» وألصقاه بأي معارضة للنظام السوري أو النظام العراقي… وصحيح أيضاً أنّ صورة «داعش»، هذا التنظيم الجديد الذي يحاول أن يقيم دولة تسقط حدود «سايكس – بيكو»، حيث وحّد قسماً من الدولة السورية، -دير الزور والحسكة- وهي منطقة غنية بالنفط، استفاد منها تنظيم «داعش»، منذ البداية، وكان يبيع النفط السوري الى الدولة السورية وإلى دولة تركيا، وأصبح عنده اكتفاء مالي ذاتي، زاد منه يوم أخذ الموصل، حيث حصل على 450 مليون دولار نقداً، من أحد البنوك، إضافة الى الأسلحة التي كانت موجودة في مستودعات الجيش العراقي، وهي أميركية الصنعه وتُقدّر بمئات ملايين الدولارات..

هكذا أصبح «داعش»، الذي يُقال إنّ عدد مقاتليه بلغ نحو خمسين ألفاً، ولديه ثروة مالية كبيرة، ناهيك بسيطرته على قسم غير صغير من الأراضي العراقية والسورية، ويرغب في التوسّع وعنده مشروع إسلامي كبير..

كما قلنا، نجح النظام السوري في إعطاء «داعش» صفة «التنظيم الإرهابي»، وكذلك فعل العراق.. ولكن علينا أن نتذكر أنّ هذا التنظيم فعل ما يلي:

1- أسقط الحدود بين سوريا والعراق، أي حدود «سايكس – بيكو».

2- أسقط مشروع التوسّع الإيراني والحلم الفارسي بأنّ إيران دولة عظمى تمتد حدودها من أفغانستان الى البحر المتوسط.

3- والأهم أنّه أسقط نوري المالكي، حيث اضطرت إيران الى التراجع عن دعم المالكي…

4- نقل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» من العراق، وكف يده عن العراق وتكليف لجنة من «الحرس» لتحل محله..

5- سحب الميليشيات الشيعية من سوريا وإعادتها الى العراق لمحاربة «داعش»..

6- تعيين السيّد أياد علاوي نائباً لرئيس جمهورية العراق.

كل هذه الإنجازات، وإسقاط المشروع الإيراني، حققها تنظيم «داعش».. هذا في وقت كانت إيران تسعى بكل قوتها من أجل أن تدخل الإئتلاف الجديد الذي دعت إليه الولايات المتحدة، والذي يضم أربعين دولة، تريد أن تحارب الإرهاب، واستثنت منه إيران وروسيا… وهذا فشل ذريع للمشروع الإيراني الذي كلف «الجمهورية الإيرانية» مئات المليارات التي هي من حق الشعب الإيراني المحتاج، فيما النظام يبدد الأموال من غير حساب، شمالاً ويميناً..