IMLebanon

سقوط النظام السوري… هل يعزز الاستقرار في لبنان أم يهدده؟

 

 

منطقة القاع… عنوان التحدي

 

مع انهيار النظام السوري، يقف لبنان على حافة مرحلة جديدة من الغموض والمخاطر، قد تعيد رسم ملامح المنطقة بشكل دراماتيكي. الوضع في سوريا لم يعد مقتصراً على حدودها، بل أصبح يشكل تحدياً للبنان فهل يكون مضطراً لمواجهة تداعيات هذه الزلازل الإقليمية التي تحاصره؟

 

الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، العميد الركن خالد حمادة، يوجّه رسالة حاسمة حول هذا الوضع المتأزم لـ “نداء الوطن”، مؤكداً أن “العملية العسكرية في سوريا التي تحوّلت إلى عملية سياسية محصّنة، تُراقب بعناية على المستويين الدولي والإقليمي، والميدان السوري شهد تنسيقاً غير مسبوق بين الفصائل المسلحة”، مشيراً إلى أن هذه الفصائل كانت تتحرّك بشكل منظّم، بعيداً من التصرفات الميليشيوية أو أي تجاوزات للقانون الدولي. ويضيف أن العمليات كانت خاضعة لرقابة صارمة لضمان عدم وقوع أي تجاوزات طائفية أو إثنية.

 

 

ورغم هذه التحولات العميقة في سوريا، يؤكد حمادة أن المخاوف من انزلاق لبنان إلى التوترات الجديدة ليست سوى وهمٍ لا مبرر له. ويشدّد قائلاً: “سقوط النظام السوري وإقصاء النفوذ الإيراني في المنطقة سيعزّز الإستقرار الإقليمي، ولا يوجد أي نيّة لدى الفصائل السورية لإحداث توترات على الحدود اللبنانية”. ويرتكز حمادة على تصريحات قادة الفصائل، مثل أحمد الشرع من “هيئة تحرير الشام”، الذين يؤكدون أن سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة من الديمقراطية والعلاقات العربية، من دون أي عودة إلى النفوذ الإيراني. ويبعث حمادة برسالة طمأنة للبنانيين، مؤكداً أن لا خطر يهدّد لبنان من هذه التطورات.

 

 

الجيش اللبناني يتأهّب

 

في مواجهة هذه التحديات، يواصل الجيش اللبناني اتّخاذ إجراءات أمنية مشددة على الحدود. تمّ تعزيز الانتشار العسكري في نقاط حدودية عدة تحسباً لتداعيات النزوح الواسع من سوريا أو محاولات تسلّل مسلحين. الجيش اللبناني، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، يعمل على ضمان استقرار البلاد، خصوصاً في المناطق الحيوية مثل الأسواق ودور العبادة. هذه الإجراءات الأمنية ستستمر حتى نهاية العام، مع اقتراب الأعياد، لضمان عدم حصول أي خروقات تهدّد الأمن اللبناني.

 

 

رسالة تحذير!

 

من جهة أخرى، تكشف مصادر دبلوماسية أن المعنيين في لبنان قد تلقوا رسالة واضحة تفيد بأن ما يحدث “عسكرياً” في سوريا لن يؤثر بشكل مباشر على الوضع الداخلي اللبناني. ورغم ذلك، فإن هذه الرسالة تشير إلى أن العمليات العسكرية ستظل محصورة في الأراضي السورية، بينما يُمنع تسلّل المسلحين إلى لبنان. ورغم هذه التأكيدات، فإن القلق يبقى قائماً بشأن تحركات محتملة قد تزعزع الاستقرار الداخلي، خصوصاً في المناطق الحدودية الشمالية مثل طرابلس والشمال اللبناني، حيث دعت التنظيمات المسلحة الأهالي في تلك المناطق فقط إلى “الدعاء للثورة”، محذّرة من المساس بالتوازنات الداخلية اللبنانية.

 

وتشير المصادر أيضاً إلى أن المعارضة في سوريا لن تتخطى الحدود اللبنانية بشكل مباشر، لكنها ستظل قريبة على مسافة كيلومتر واحد. وفي السياق نفسه، يتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة عودة لعدد كبير من النازحين السوريين إلى مناطقهم في الداخل السوري. هذه التطورات تستدعي من الحكومة اللبنانية الاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة بحذر شديد واهتمام خاص بالحفاظ على الأمن والسيادة الوطنية.

 

 

التهديدات في القاع

 

في تصريحٍ حاد لرئيس بلدية القاع، بشير مطر، عبر “نداء الوطن”، حذّر من أن الوضع الأمني في لبنان بلغ مرحلة خطيرة تتطلب تحركاً عاجلاً وحاسماً. وأكد مطر أن الجيش اللبناني عزّز انتشاره بشكل غير مسبوق على الحدود لمواجهة أي محاولات تسلل أو خروقات، في ظل التصعيد على الجبهة السورية.

 

 

وأشار إلى أن القاع تضم نحو 33 ألف نازح سوري، بالإضافة إلى مجموعات تهريب تهدد استقرار لبنان، مستغلة الوضع لتنفيذ أجندات مشبوهة. ورغم قوة الجيش اللبناني وأهل القاع في مواجهة التهديدات العسكرية، عبّر عن قلقه من استمرار عمليات التهريب تحت غطاء النزوح.

 

وشدّد مطر على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لإعادة النازحين إلى ديارهم وفرض السيادة على الأراضي الحدودية، مطالباً بوقف التعديات فوراً وتوفير كامل الدعم للجيش لحماية الحدود بشكل فعّال.