Site icon IMLebanon

سوريا … تحدّيات كبيرة في المرحلة الانتقالية

 

 

التطورات الدراماتيكة المذهلة التي أدت الى إسقاط نظام آل الأسد بعد ثلاثة وخمسين عاماً على حكمٍ اعتمد القبضة الحديدية لا سيما في قمع المعارضة حتى لو جاءت من ضمن النظام ومن أقرب المقرَّبين، ناهيك بما شهدته السنوات الأربع عشرة الأخيرة من نهر من الدماء وتشريد ونزوح ملايين السوريين في الداخل والخارج، بما يقارب نصف الشعب… هذه التطورات انتهت بحربٍ ليست كالحروب لا سيما مشهد الجيش السوري وهو يخلي مواقعه في المناطق كافة تحت ذريعة «إعادة الانتشار والتموضع وحرصاً على المدنيين»، وهي ذريعة لا تقنع حتى الساذجين، ما أدى الى انهيار بسرعة ضوئية، وكشف كم أن النظام ومخابراته كانا في وادٍ ومخطّطو الأحداث في واد آخر. فالنظام القائم على الأجهزة والمباحث تبين أنه كان غافلاً كلّياً عن المياه التي تجري تحته.

 

لقد سقط النظام فيما المعارضة التي أطاحته ومجموعة عرّابيها ستواجه تحديات كبرى أبرزها ما سيكون على العراب الأول رجب طيب أردوغان أن ينجح ليس فقط كي لا تستغل «قسد» (الكردية)  و «داعش» هذا الانتصار الكبير الذي حققته هيئة تحرير الشام/ «النصرة» بقيادة أحمد الشرع (الجولاني، الأخواني). ومعروفةٌ الحساسية التركية من «حزب العمال» الكردستاني، الذي لن يستكين قبل أن يحصل (بين سوريا وتركيا) على كيانٍ ما يراوح بين الإدارة الذاتية والفيدرالية، وربما الكونفيدرالية. مع احتمال قيام صراع مسلّح بين الجولاني والتنظيمين المذكورين أعلاه.

 

وفيما ثمّن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس من الدوحة، الدورَين الروسي والإيراني من التطورات، أي عدم انخراطهما في الدفاع عن النظام، سيواجه فلاديمير بوتين تحدّي مصير قواعده الثلاثة في سوريا لا سيما قاعدة اللاذقية البحرية وقاعدة حميميم الجوية وموقف الثورة منها، وما اذا كانت روسيا ستفقد وجوداً استراتيجياً في «المياه الدافئة» (شرق البحر المتوسط) وهو حلم روسي منذ ما قبل الامبراطور بطرس الأكبر تحقق مع بوتين الذي يبدو أنه نأى بنفسه عن الحدث السوري بعدما تبين له أن ورقة بشار الأسد لم تعد قابلة للاستثمار.

 

أمّا الإيراني فالتحدي والتردد والانتكاسات تتراكم من غزة الى لبنان فسوريا بسبب موقفه الذي عليه علامات استفهام لا تنتهي(…).

 

والتحدي الكبير يواجهه أيضاّ حزب الله الذي فقد بسقوط النظام السوري حليفاً وظهيراً و…ممراً للصواريخ.

 

أما أعظم التحديات فهو ما يواجه الثوار أنفسهم: كيف سيحكمون؟ هل سيعودون عن قرار عدم اجتياح الساحل السوري (المناطق العلوية)؟ كيف ستتعامل مع لبنان والأردن والعراق؟!. وبالتحديد كيف ستتعامل مع الإسرائيلي الذي بادرها، أمس ببضع غارات بالطيران على دمشق وقاسيون، إضافة الى تعزيز «حدود» المنطقة العازلة في الجولان المحتل؟!.