Site icon IMLebanon

مصير دولة “حزب الله”

 

على خطى الرئيس الأميركي مع إيران، مضى رئيس وزراء إسرائيل في تعامله مع الوكيل “حزب الله”؛ عدم الرد، وترك الحزب يختنق أكثر.

 

 

تعرف إسرائيل أولوياتها في مواجهة “حزب الله”، وتثق أن الأنجح هو الملاحقة الأمنية، والعمليات العسكرية الجراحية، وتوقن أن أي حرب ستؤدي إلى هزيمة لبنان فقط، وتؤذي الحزب من دون أن تقضي عليه، والعالم شهد نتائج حرب 2006.

 

على مدى 13 عاماً وجهت إسرائيل ضربات أمنية وعسكرية عديدة؛ اغتالت قيادات، ودمرت صواريخ وأسلحة، وتسللت إلى عمق الحزب، وجندت جواسيس، بينما حافظ “حزب الله” على الردود الناعمة والمحدودة جداً، بما يكفي لإقناع مناصريه المضللين، أو يحوله إلى مثار سخرية، كما جرى أول من أمس. كانت النتائج مرضية لبنيامين نتنياهو على مدى عشر سنوات، وهي رئاسة الوزراء الأطول عهداً منذ قيام دولة الاحتلال، وبدت قناعته تتماسك أكثر في عهد الرئيس ترامب، إذ خطت إدارته خطوات شجاعة وحازمة، وعاقبت الحزب داخل لبنان، ولاحقت رجاله حول العالم، وجففت شرايينه المالية، وبثت الرعب في قلوب حلفائه وسط وجنوب أفريقيا، وفي أميركا اللاتينية، ووسط وشرق أوروبا، ونتائج ذلك كله بدت جلية في حياة الحزب وجنوده وذويهم.

 

لا يحتاج نتنياهو في هذه المرحلة إلى حرب تقليدية طالما الأهداف تتحقق، وأخبار القصف الدقيق لا تنقطع في سورية والعراق ولبنان. هو، ومن خلفه الإدارة الأميركية، يرى الحزب يزداد اختناقاً، ويراهن أن الخطوات التالية كافية لتقزيمه أولاً، وتآكله على المدى البعيد. وحالياً، يكتفي بأعماله العسكرية الدقيقة ضد الصواريخ المطورة، فقد دمرها في سورية وفي العراق، وقد يفعل ذلك في لبنان قريباً. يرى الخطر الأكبر أن يحصل “حزب الله” عليها، تهريباً عبر الحدود، أو تجميعاً داخل بلاده. وبدا أن هناك خطاً أحمر رسم أمام مستوى تسليح الحزب، وعليه ألا يتجاوزه.

 

ولا يعني ذلك أن زمن الحرب بعيد عن الاندلاع، وحالياً ما يحمي لبنان من ويلاتها أن الطرفين (الاحتلال والحزب) اتفقا ضمنا على تجنبها حتى إشعار آخر. أما رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، فمثل كل مرة، ظهروا في صورة ضيوف لدى “حزب الله”. وبعدما كان يقال إن الحزب دويلة في دولة، يصح القول الآن بأسى شديد إن لبنان دويلة في دولة “حزب الله”.

 

هناك شعار دعائي ردده مناصرو الحزب طويلاً، دعماً لأمينه حسن نصر الله، وثبت ألا أساس له على الأرض عند الحاجة إليه: “سنخوض البحر معاك”. فمنذ أول طلقة إسرائيلية تصرف السكان بشكل تلقائي وإنساني وعاقل، وإلى كل ما هو شمال حدود لبنان الجنوبية “خاضوا الطريق الساحلي”، بعيداً عن الدعاية المضللة.