IMLebanon

مصير سيبيريا السورية ينتظر قمة طهران

 

ساعة ادلب تدقّ على التوقيت الروسي بعد التوقيت السوري – الايراني. ولبنان ليس خارج المعركة، بصرف النظر عن طريقة ادارتها. لا بالنسبة الى مشاركة حزب الله على الأرض في المعارك الأساسية في حرب سوريا. ولا بالنسبة الى التوظيف السياسي لها في الصراع على الحكومة وموقع لبنان الاقليمي، من حيث التلويح بأن ما قبل معركة ادلب لن يكون كما بعدها. واذا كانت أهداف المعركة واحدة، فان تحقيقها بالقوة أو بالتفاوض يتوقف على ما يحدث اليوم في قمة طهران بين الرؤساء الروسي والايراني والتركي فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان. أما الرئيس بشار الأسد، فان تحريك حشوده العسكرية ينتظر الضوء الأخضر من القمة.

ومن الصعب على أي سوري أو عربي أن يتجاهل معنى ان يكون مصير ادلب في أيدي ثلاثة رؤساء لكل منهم قوى عسكرية في سوريا، وان ينضم اليهم في مصير سوريا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحمي الكرد المسيطرين على ربع مساحة البلد. ولا أحد يعرف ماذا يستطيع أن يفعله أردوغان. فهو يحذر من هجوم عسكري يقود الى مجزرة. ويتّكل على بوتين في ايجاد ترتيب سياسي لاخراج جبهة النصرة وبقية التنظيمات الارهابية، وترك المسلحين حلفاء تركيا في مواقعهم، بانتظار التسوية السياسية. وهو يعرف، مهما تكن مطامعه، انه لا مستقبل لادلب ولا لعفرين والباب إلاّ في سوريا، مهما يكن شكل التسوية فيها.

 

ذلك ان ادلب صارت خلال السنوات الأخيرة من الحرب نوعا من سيبيريا سورية مسلحة. ففي روسيا القيصرية والسوفياتية كان يتم نفي المعارضين والمغضوب عليهم الى سيبيريا. وكل الاتفاقات والمصالحات التي أشرف عليها الضباط الروس في محافظات حلب وحماه وحمص والغوطة والجنوب السوري انتهت باخراج المسلحين، ارهابيين تكفيريين أو معتدلين، الى ادلب بحماية روسية. والمدنيون الهاربون من القصف وجدوا في ادلب التي جرى تصنيفها في استانا ضمن مناطق خفض التصعيد ملاذا آمنا، بحيث اقترب عدد السكان فيها من ثلاثة ملايين.

وهذا وضع خطر وبالغ التعقيد بالنسبة الى أي هجوم عسكري واسع. ومن هنا كانت التحذيرات الأميركية والأوروبية وفي الأمم المتحدة من وقوع مذبحة وتهجير مئات الألوف، وقت الحديث عن عودة اللاجئين. ومن هنا أيضا، بصرف النظر عن غضب أميركا الذي أعلنه ترامب، كان البحث عن سيناريو حلّ بالتقسيط عسكريا وأمنيا وسياسيا، بما يبقي المدنيين في ادلب التي جاؤوا اليها ولا مكان بعدها يذهبون اليه.

والمفارقة ان معركة ادلب، سواء وقعت أو لم تقع، تبدو حامية سياسيا في لبنان.