“انه اليوم الـ138 والبلاد من دون رئيس للجمهورية بسبب فقدان المناعة لدى عدد كبير من النواب، لأنهم سجناء ثنائية التنافس الانتحاري عون – جعجع”، وفقا لوصف سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان، تسعى بلاده بالتنسيق مع فرنسا والفاتيكان الى اقناع رؤساء الكتل الرئيسية بانتخاب رئيس في أسرع وقت، من دون أن تلقى أي تجاوب في حده الادنى”. واضاف ان الانتخاب واجب دستوري واستحالته تقصير لا يمكن التسليم به أيا تكن الذرائع. وعزا استحالة هذه العملية الى المرشح الماروني المعلن والآخر المستتر، فيما تدعو بقية الدول على اختلاف أحجامها، والامينان العامان لكل من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس شورى الحزب السيد محمد يزبك الى اجراء الانتخابات فورا.
ولفت الى ان الدعوة التي دأب الرئيس نبيه بري على توجيهها الى النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد، تحولت الى مهزلة بفعل النهج التعطيلي لنصاب كل جلسة. وتكمن الناحية الهزلية في الدعوة في انها معروفة النتائج سلفا، لأن من يؤمنون النصاب هم قوى 14 آذار، ولهم مرشحهم وهو رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. أما المعطلون فمن قوى الثامن من آذار المنقسمين لجهة حضور الجلسة او التغيب عنها. ويحضر نواب كتلة الرئيس بري دون ان يعني ذلك انهم سينتخبون جعجع، ويتغيب النواب الآخرون من تلك القوى وهم مع انتخاب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون على الرغم من انه لم يعلن بعد ترشيحه، لأنه يريد ان يكون مرشح تسوية. ويعتبر ان الرئيس المقبل يجب أن يكن قويا ويتمتع بتمثيل نيابي وشعبي ولا يرى إلا سواه بهذه الميزات. وأتى ترشيح النائب هنري حلو مدعوما من رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلا ليزيد في تأزيم الاستحقاق.
وانتقد السفير الدعوة المكررة والمملة لعقد جلسة، يعرف بري قبل سواه انها لن تلتئم، ووصفها بأنها “صنف من صنوف مضيعة الوقت ورفع العتب، وكان الافضل ان يستعيض عن ذلك بابتكار طريقة او اجتهاد لانتخاب رئيس لملء الفراغ الذي أدى الى تعطيل جلسات التشريع لأشهر، وقد تشكلت الحكومة بعد جهد مضن وتدخل اقليمي مخجل لحكومة تمارس بعض صلاحيات رئيس الجمهورية للمرة الاولى منذ انشاء الجمهورية المستقلة”.
ولفت الى أن بلاده سعت لدى “مفاتيح” الكتل البرلمانية وما يسمى صنّاع القرار لدى كل فريق لتليين موقفه لانجاز الاستحقاق، ولكن من دون جدوى. وسأل “ألم يشعر معرقل اختيار البديل الذي هو مرشح التسوية ان لبنان يتعرض منذ الثاني من آب الماضي لأخطر مرحلة أمنية بعد معركة عرسال وشن مقاتلي جبهبة النصرة هجوما على مواقع الجيش في بلدة عرسال وجرودها؟” وحذر من أي انزلاق لأي اقتتال مذهبي لانه سيؤدي الى اهتزاز الكيان وربما انهياره سريعا ونسف تركيبة التعايش النموذجية والبنية المؤسساتية، وتحويل الوضع الى قبائل تتقاتل في مساحة صغيرة لا تتسع لحشود المتقاتلين في حال قرروا المواجهة!”.
وقلل من أهمية محاولات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي نقل عنه انه يحاول اقناع بعض الزعماء، وأن النتائج ستكون الفشل لأن سيد الاليزيه لا يملك أوراق ضغطك على من يجب الضغط عليهم لتسهيل العملية الانتخابية التي لا يمكن ان تحصثل إلا بوقف العرقلة وطرح الافكار والنظيرات والمشاريع التي لا يمكن ان تمر في الوقت الحاضر، مثل اجراء الانتخابات النيابية على أن يسبقها وضع قانون انتخاب جديد، وهذا يستوجب تطويل الشغور الرئاسي، وهو نموذج من العرقلة غير المسؤولة.