مصير الرئاسة اللبنانية يتوقف على مفاوضات.. الكويت!
السنيورة لـ«السفير»: لا تعديل في رفضنا انتخاب عون
مَن يسبق مَن: مجلس النواب أم رئيس الجمهورية؟
يهوى البعض في لبنان، خلال الوقت الضائع المدد له، أن يتسلى بقراءة «الفناجين السياسية» وان يضرب مواعيد افتراضية لإنهاء الازمة الرئاسية، من دون ان يصح أي منها حتى الآن.
هكذا، انخرط الشغور في لعبة الشهور، وبات اللبنانيون يتأرجحون ما بين ضفتي الخيبة والأمل، في استنزاف بطيء لأمنهم وأعصابهم واقتصادهم الوطني ومؤسساتهم الدستورية.
وعلى قاعدة الإمساك بـ «حبال الهواء»، هناك في الداخل من يترقب ما يمكن ان يؤول اليه مسعى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لدى الرئيس سعد الحريري لإقناعه بالموافقة على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، مضافا اليه الموقف المرن المستجد للنائب وليد جنبلاط حيال خيار «الجنرال».
لكن مصدرا سياسيا مطلعا ينصح اللبنانبين بمراقبة مسار المفاوضات اليمنية في الكويت ورصد اتجاهاتها بعد عطلة العيد، لان نتائجها سواء كانت سلبية ام ايجابية، ستنعكس تلقائيا على الملف اللبناني، خصوصا في بعده الرئاسي، لافتا الانتباه الى ان تأثير المسألة اليمنية هو من النوع المباشر والعميق لان أي تفاهم أو تصعيد سعودي ـ ايراني في هذا الملف الاستراتيجي الحيوي لكل منهما، ستكون له ترجمة فورية في أكثر من ساحة اقليمية ومنها لبنان.
إلا ان ما يقلق المصدر هو ان لبنان يفقد بوتيرة متسارعة بقايا الهامش الداخلي في عملية الإنقاذ التي بات إنجازها رهناً بتدخل مسعفين من الخارج، ملاحظا ان أقصى الطموح بات ينحصر في ان تبقى الدولة تتنفس حتى انتهاء الحرب في سوريا وعندها ستتحول الازمة الى فرصة.
حتى ذلك الحين، وخلافا لكل الاشارات والاستنتاجات التي أوحت بإمكان ان تطرأ بعض المرونة على موقف «تيار المستقبل» من ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية، بفعل جهد جعجع ومرونة جنبلاط على هذا الصعيد، يؤكد الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» انه ليس هناك أي تبديل في اعتراض «المستقبل» على انتخاب عون رئيسا، وليس واردا لدينا استنادا الى المعطيات الحالية ان نؤيد هذا الترشيح.
وحين يُسأل السنيورة عن سبب عدم اقتداء «المستقبل» بـ «القوات» التي قررت ان تدعم عون برغم تراكمات الماضي الدامي والعداء المستحكم على مدى عقود، يجيب: كل منا لديه حساباته..
ويعتبر السنيورة ان من غرائب الامور ان يصبح من يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية هو الضحية ومن يسهل إجراءها هو المعتدي، متسائلا: «ماذا يريد حزب الله أفضل من ان يكون هناك مرشحان لـ «8 آذار» يتنافسان على الرئاسة، وماذا يريد أكثر من ذلك حتى ينزل الى مجلس النواب؟». ثم لا يلبث السنيورة ان يجيب نفسه قائلا: «الحزب يتطلع لإطالة أمد الشغور الذي يستخدمه ورقة للمقايضة، بتصرف إيران، كي تحسن مواقعها وشروطها في ملفات المنطقة، وما كلام السيد حسن نصرالله حول تلقي حزبه المال والسلاح من طهران إلا أكبر دليل على تكامل المصالح والأدوار بين الطرفين».
ويرى السنيورة انه إذا كنا لا نستطيع انتخاب رئيس الجمهورية في الوقت الحاضر، فإن علينا خلال فترة الانتظار الصمود الى حين انتخابه، وهذا يتطلب تحريك مجلس النواب وتفعيل عمله، مؤكدا تأييده لعقد جلسة نيابية تشريعية، تُدرج على جدول أعمالها مشاريع القوانين المالية والإنمائية ومشروع قانون الضرائب المتعلق بالنفط.
ويشير السنيورة الى ان تأمين النصاب القانوني يجب ان يكون كافيا لالتئام الجلسة التشريعية، حتى لو غابت عنها قوى سياسية معينة، لان بنودها ليست ميثاقية.
الى ذلك، يشدد السنيورة على انه ليس أمرا جديدا ان يتناول الرئيس سعد الحريري الإفطار الى مائدة الملك السعودي، قبل عيد الفطر، تماما كما كان يفعل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن السنيورة يقر في الوقت ذاته ان التأويلات والتحليلات التي تناولت مؤخرا علاقة الحريري بالرياض، أضفت على مشاركته في حفل الإفطار الاخير دلالة خاصة، وبالتالي قطعت الشك باليقين لجهة تأكيد مكانته لدى قيادة الملكة، وأنا مطمئن الى وضعه في السعودية، حيث يحظى بالاحترام الكبير.