قيادي في «التيار الحر»: باسيل لم يُسئ إلى «حزب الله»
سبق لحزب الله ان لمّح مرارا وتكرارا عن استيائه من اداء وزير الخارجية جبران باسيل، الا انه ما زال مصرا وفقا لأحد قيادييه البارزين جدا على ان «الخلاف السياسي والانتخابي مع الوزير باسيل لا يفسد في الود قضية، وان مرحلة الانتخابات قد فرضت على رئيس التيار الحر تجاوز بعض الخطوط الحمر»، ولكنها – والكلام للقيادي – ليست بالازمة الكبيرة طالما ان الوزير المذكور ما زال ملتزما بالخطوط الاستراتيجية العريضة، وسبق ان اكد في اكثر من مناسبة علنية وسرية على حرصه على التفاهم معنا وابدى استعداده للتشاور ومناقشة بعض التجاوزات التي حصلت من قبله دون قصد.
ولعل الاهم من هذا الموقف المتقدم تأكيد القيادي على ان الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله طلب من وزرائه ونوابه تفهم باسيل وحساسية المرحلة الانتخابية ومتطلباتها، وفي هذا الاطار فإن السيد لم يوافق على اقامة المهرجان الانتخابي المخصص للائحة «جبيل – كسروان» في منطقة جبيل وقوفا على خاطر باسيل وحتى لا يستفز شارع التيار الحر هذا من جهة، ومن جهة اخرى منعا لدخول مندسين على الخط سواء في المهرجان او خارجه مما قد يخلق مشكلة للحزب والتيار هما في غنى عنها، ولأجل ذلك تمّ نقل المهرجان إلى الضاحية الجنوبية، وتحديداً في مجمع سيّد الشهداء.
وعليه، رفض القيادي حتى مجرد الاشارة الى ان العلاقة بين باسيل وحزب الله قد انكسرت… هو لا ينكر بأنها تعرضت لرضوض خفيفة ولكن بالإمكان حلها بعد ٦ أيار.
الا ان تغني القيادي الحزبي بباسيل لا يعني انه يقبل بخسارة مرشحه في جبيل الشيخ حسين زعيتر، هو واثق تماما من ان الحاصل الانتخابي لزعيتر بات مؤمنا مئة في المئة، وسيتفاجأ باسيل وكل لبنان بحجم الدعم والتأييد المسيحي له.
وحسب تأكيداته، فان مسألة ايصال زعيتر للبرلمان هي تكليف شرعي من السيد نصرالله وهو يتابع شخصيا هذا الملف.
وفي تعليق لربما مستفز بعض الشيء، لفت القيادي الى ان كلام باسيل وتصعيده السياسي احيانا في وجهنا ووجه حليفنا رئيس مجلس النواب نبيه بري رد عليه السيد نصرالله بكل بساطة حين جزم بأن بري هو رئيس المجلس النيابي المقبل هذا اولا، وثانيا حين منع اي نائب او وزير او اية شخصية محسوبة عليه من التصعيد والرد على رئيس التيار الحر.
وفي هذا الصدد، فاننا نعيد التأكيد على ان السيد نصرالله حريص على ايصال ما يريد ايصاله لباسيل شخصيا، ونقطة على اول السطر.
وعلى المقلب الآخر، وبالثقة ذاتها التي تحدث بها القيادي الحزبي، تحدث بها قيادي صف اول في التيار الحر حيث اكد على ان باسيل يكن كل الاحترام والتقدير للسيد نصرالله وهو لم يقصد يوما الاساءة الى الحزب حتى حين رفض ادراج الشيخ زعيتر على لائحة التيار في جبيل، على اعتبار ان العلاقة بين الطرفين لا تعني الاتفاق سياسيا على كل شيء.
وعليه، فإن باسيل لا يعتبر انه أخطأ بحق الحزب وهو أبلغ السيد نصرالله بهذا الموضوع، مضيفا بأن أي خلاف بينهما يمكن حله بالحوار المباشر، في حين ان الحزب لو كان مستاء فعليا من باسيل لكان ابلغه بذلك شخصيا وليس عبر الاعلام، وبالتالي «فليخيطوا بغير هالمسلة» على حد قوله وليطمئنوا «نحن وحزب الله في خندق واحد، وأي تباين او خلاف بيننا لا يفسد في الود قضية ولن يؤدي الى زعزعة التفاهم الذي يجمعنا».
وختم القيادي العوني كلامه بالتأكيد على ان باسيل لن يتخلى عن حزب الله او يغدر به او يفك تفاهمه معه، وانا من موقعي اعيد التأكيد على ان الخلافات السياسية بين باسيل والحزب شيء، والعلاقة الاستراتيجية شيء آخر.