IMLebanon

المجال مفتوح لدخول لبنان  في الثورة الصناعية الرابعة

انتهت مرحلة الإحماء. واليوم، وبعد اكتمال الخروج من الشغور في المؤسسات وامتلائها بقياداتها الدستورية، يمثل اجتماع مجلس الوزراء ادارة للمحركات تمهيدا للاقلاع. وأهم ما في هذا المؤشر، ارادة سياسية لاحداث التغيير في نمط حياة عشوائية طال زمانها. وجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المكتمل، كان لافتا في انه ضمّ الى البنود الآنية بندا مستقبليا هو ذلك المتعلق بمراسيم النفط والغاز. الارادة السياسية المتوافرة على مستوى قمة الهرم برئاساتها الثلاث، كفيلة بتذليل الأزمات الآنية مهما بلغت من التعقيد وقد حوّلها الشغور المزدوج في المؤسسات والارادة الى ما بدا وكأنها معضلات مستعصية على أي حلّ. والأهم هو الانطلاق من رؤى بعيدة وواضحة لكل ما يتعلق بأسس وقواعد القضايا المستقبلية…

***

يعيش العالم اليوم بدايات الثورة الصناعية الرابعة المعروفة عالميا برمز ٤،٠. وعرف العالم قبلها: ثورة البخار، وثورة الصناعات الثقيلة وتلتهما ثورة المعلوماتية والروبوتات، ودخلنا في العشرية الثانية من هذا القرن ثورة أساسها الخدمات والانتاجية بأساليب جديدة ومبتكرة منها الطباعة بالأبعاد الثلاثية. وأهمية هذا الواقع تكمن في امكانية الدخول في هذا التطور دون تسلسل المرور في البخار والصناعات الثقيلة، وانما الطريق اليه من مدخله الطبيعي وهو ثورة المعلوماتية والالكترونية. ولأن أساس الثورة الجديدة هو الخدمات والانتاج، فهي مناسبة أكثر ما يكون للبنان المتخلف زراعيا وصناعيا.

***

الثورة الجديدة ستقلب أسس المجتمعات ونمط عيشها واقتصادها ومناهجها التعليمية، رأسا على عقب، ان على مستوى الدولة أو على مستوى الناس… عند اعلان الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري، تضمنت وزراء دولة بدا وكأنها بداية لتأسيس وزارات جديدة، ومنها أولا وعلى سبيل المثال وزارة الدولة لمكافحة الفساد. وفي الدول المتقدمة لا تضم الحكومات هذا العدد الفضفاض من الوزارات. وتمّ القضاء على صلب الفساد باعتماد الشفافية عبر الوسائل الالكترونية بما يعرف ب الحكومة الالكترونية، بحيث أمكن انجاز المعاملات دون وسيط أو موظف بشري يتدخّل في سير المعاملة بهدف قبض البخشيش!

***

الثورة الجديدة تدخّلت لتغيّر حياة الناس حتى في بيوتهم ومضاجعهم ومطابخهم. وهذه الثورة حوّلت ربّات البيوت والمرأة العاملة في أي منصب رفيع كان، الى طبّاخة ماهرة لكل أنواع الطبخ في العالم. ومع دخول جهاز THERMOMIX الى الخدمة، يكفي ان تختار سيدة المنزل أية طبخة في العالم واردة في الكاتالوغ مع المقادير، وتضعها في الجهاز وتحدّد التوقيت المبيّن في الوصفة، حتى تحصل على الطبخة بأعلى قدر من الاتقان، كما على أيدي أشهر الطهاة أو شيف في أي مكان! وهناك مهن ووظائف كثيرة سيتم إلغاوها مع معالم الثورة الجديدة. ومسقبلا ستلغى مهنة التاكسي وسائق التاكسي. ودخل بعض القطاع الخاص في الثورة الجديدة عن طريق ما يسمّى بنظام Uber الالكتروني.

***

اذا شئنا بناء دولة عصرية في لبنان، فالطريق اليها يبدأ من هنا، عن طريق الدخول في الثورة الرابعة ٤،٠!