Site icon IMLebanon

مجال الحرب مع «داعش» و«النصرة»؟!

«طوشنا» حزب الله في اعلامه الحربي وعلى السنة وزرائه ونوابه في الحديث السابق عن انه قضى على داعش والنصرة في جرود عرسال وبعلبك، الى ان تبين اخيرا ان هؤلاء لا يزالون على ما هم عليه  من حيث القدرة والانتشار في تلك الاماكن، كما انهم لم يتأخروا عن التعرض للجيش في تلك الخطوط من غير حاجة الى القول تكرارا ومرارا ان حزب الله قد قضى على هؤلاء الاوباش في معظم مناطق الحدود اللبنانية – السورية، بقدر ما يصح القول ان داعش والنصرة قد زادا من حجم قواتهما وجلبوا المزيد من المقاتلين الذين انضموا اليهما (…)

لا بد في هذا المجال من سؤال متكرر يطرح على حزب الله لجهة ما اذا كان قد حارب صراحة داعش والنصرة، ام انه قد مثل دورا عسكريا على غير علاقة بكل ما أورده سابقا عن انه نظف المناطق المواجهة للجيش اللبناني، حيث يؤكد الواقع ان داعش والنصرة لا يزالون يتمتعان بالقدرة على حرية الحركة في منطقة القلمون التي قيل سابقا على لسان حزب الله ان الجيش السوري قد نظفها من قوى المعارضة، فيما يشير الواقع الى امكان  عودة الحرارة العسكرية الى منطقة القلمون وامكان اتجاه داعش والنصرة نحو لبنان في حال اضطرتهما ظروف الحرب بعد سقوط تدمر في يد قوى نظام بشار الاسد؟!

ولا بد من سؤال في هذا المجال لجهة ما اذا كان بوسع الجيش اللبناني وحزب الله مواجهة داعش والنصرة في حال اضطرتهما الظروف لان يتعاملا كرا وفرا في مواجهتهما حيث من الواجب معرفة ما اذا كان هناك من استعداد على الارض اللبنانية وفي مجال اوسع مما بوسع داعش والنصرة بلوغه في حال سدت امامهما سبل الهرب حيث ترى مصادر مطلعة ان لا مجال امام التنظيمين للتحرك باستثناء اختراق الحدود اللبنانية في حال امكنهما ذلك بطريقة من الطرق، فضلا عن ان ظروف المعركة ستحتم على الجيش وحده او مع حزب الله لان يواجها داعش والنصرة في معركة اثبات وجود.

هذا السيناريو العسكري من الواجب طرحه والاعداد للتعامل معه كأنه تحصيل حاصل. ولا يعقل القول عندها ان الامور لا بد وان تحسم لمصلحة الجيش او حزب الله، الا في حال كان حسم واقعي للمعركة التي ستكون قاسية على الجانبين لان لا طيران حربيا قادرا على حسمها كما حصل مع الطيران الحربي الروسي في الحرب الروسية عموما وفي معركة تدمر الاخيرة خصوصا، باستثناء القول ان داعش امكنها  الانسحاب من تدمر باتجاه مناطق شرق سوريا لا تزال بعيدة من متناول جيش النظام؟!

عندما نتحدث عن سيناريو عسكري نكون في وارد فهم الحرب التي ستقع بالضرورة على الارض اللبنانية من جهة القلمون السورية، خصوصا ان لا مجال امام داعش والنصرة لان ينسحبا باتجاه مناطق الشمال السوري، وهذا التوقع مطروح طالما ان الحرب السورية تتجه نحو الحسم النسبي، فيما تستبعد اوساط عليمة استحالة الوصول الى مواجهة سورية مع داعش والنصرة، الا في حال كانت محاولة من جانب السوريين للالتفاف من جهة شرق لبنان وتحديدا من جاب عرسال وجرود بعلبك حيث لا مجال اخر في حال كانت رغبة في ازاحة داعش والنصرة من منطقة القلمون عموما (…)

المهم في هذا السياق ان يكون اعداد صريح وواضح من جانب الجيش اللبناني كي لا يفاجأ بحصول انسحاب من قبل داعش والنصرة باتجاه لبنان، حيث سيكون لبنان المكان الوحيد الذي بامكان داعش والنصرة محاولة اختراقه.

والسؤال  عينه مطروح على حزب الله وما اذا كان على استعداد واقعي لان يخوض حربا بالتنسيق مع الجيش، وفي الحالين ثمة من يجزم بأن الامور لن تكون سهلة لجانب الجيش او لجانب الحزب!

السؤال عن هذا السيناريو لا بد وان يطرح من زاوية التوقعات غير المستبعدة وكي لا تصل الامور الى حد الاستغراب في حال حصلت كواقع لا بد منه بالنسبة لجحافل داعش والنصرة ممن لا يزال يتصور ان لا حل اخر امام التنظيمين في حال حرك النظام السوري حربه باتجاه منطقة القلمون والمناطق الاخرى الممتدة من ريف دمشق الى حدود لبنان الشرقية التي ستكون المكان الوحيد لتأمين الحركة لداعش والنصرة، قبل تطبيق فكي الكماشة السورية – اللبنانية عليهما؟!