أبدى مسؤولان في الاتحاد الاوروبي زارا بيروت الاسبوع الماضي، هما نائب الامين العام لجهاز العمل الخارجي الاوروبي بيدرو سيرانو ومنسق مكافحة الارهاب لدى الاتحاد جيل دو كيركوف، استعداداً لمزيد من التعاون والدعم مع الاجهزة اللبنانية المختصة لمكافحة الاٍرهاب، بعدما ضربت هذه الآفة عدداً من دوله في مقدمها باريس.
وأفاد “النهار” مسؤول ديبلوماسي شارك في أحد اللقاءات “ان الجانب الاوروبي ركّز في لقاء مركزي على أن معالجة الاٍرهاب الذي ضرب أوروبا تبدأ من منشئه في كل من سوريا والعراق. ويرى المسؤولان الأوروبيان أن لبنان يضطلع بدور فاعل في مراقبة الوافدين من دول أوروبية الى سوريا ليقاتلوا فيها أو ليعبروا منها الى العراق من الحدود البرية أو البحرية أو من المطار بجوازات سفر مزدوجة أوروبية، وأغلبها من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، وحاملوها من جنسيات مغربية وجزائرية وعربية”.
وأضاف: “أما بالنسبة الى ما طلبته الاجهزة الأمنية من معدات من الاتحاد منذ عام ولم يصل منها إلا القليل الى بيروت مثل مناظير لمراقبة الحدود البرية على الحدود السورية وإلكترونيات وآلات للتدقيق في جوازات السفر وسوى ذلك، فقد برّر الجانب الاوروبي سبب التأخير بأن أي مساعدة تستوجب موافقة 28 دوله يتألف منها الاتحاد. وأفاد أن سيرانو دعا الاجهزة التي طلبت مساعدات لتحديث ما تريده من أعتدة ومعدات في لوائح كانت قد قدمتها قبل أشهر، والتثبت مما إذا كانت متطابقة مع أجهزة حديثة موجودة لدى الادارة التي هي في حاجة الى ما هو مطلوب”.
ويشار الى أن تجاوب الاتحاد لا يعني أن الاجهزة الأمنية اللبنانية لم تتلق مساعدات لمكافحة الارهاب من دول أوروبية.
ويتابع المسؤول: “دول أوروبية كثيرة قدمت في شكل فردي الكثير من المساعدات التقنية والتدريبات، وبعضها أسلحة”. ويذكر أن الجمارك وجهاز أمن المطار أضيفا الى المؤسسات الامنية التي كانت قد طلبت مساعدات ذات طابع فني، وهي المديريات العامة للامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة ومخابرات الجيش.
واتفق الجانبان اللبناني والاوروبي على أن “مكافحة الارهاب مسار طويل يستوجب لاستئصاله معالجة الاسباب التي ولّدت هذه الآفة في مجتمعات يسودها التطرّف الديني والخلل في التعامل مع سكانها. وللفقر دور مؤجّج في ارتكاب جرائم كالتي تحصل في عدد من الدول، وقد ذاق لبنان مرّها بذبح عسكريين خطفوا في معركة الجيش مع “داعش” و”النصرة” في صيف 2014، وبقتل ابرياء”.
ولفت المسؤولون الذين استقبلوا سيرانو ودي كيركوف الى أن المهم أيضا ليس فقط رصد الإرهاب ومنع حصول أي عملية، بل تمويل مشاريع سيطرحها الرئيس تمّام سلام اليوم في مؤتمر لندن للمانحين بقيمة 11 مليار دولار لتنفيذ مشاريع أعدتها الوزارات المختصة في بيئات تستوعب عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، وعلم أن مبلغ 2,48 ملياري دولار سيطلبه سلام لهذا العام، فهل سيتجاوب المانحون؟