IMLebanon

الراعي يحمل ملفيِ الرئاسة والنازحين الى الإليزيه

خبايا مرتقبة تشير الى”تسوية مزدوجة” على حساب لبنان

 

على الرغم من محاولة البعض، نفي عتب البطريرك بشارة الراعي على الفرنسيين، لانهم تفرّدوا بطروحات رئاسية للبنان من دون استشارة بكركي والحزبين المسيحيين الكبريين على الساحة اللبنانية، إلا انّ الحقيقة مغايرة، وسبق لـ” الديار” ان كانت السبّاقة في الاشارة الى ذلك، واستوضحت مصادر الصرح البطريركي التي اكدت ما قلناه، خصوصاً بعد لقاء الراعي مع السفيرة الفرنسية آن غريو، والدليل استعداد البطريرك الراعي للسفر الى باريس في الاسبوع الاول من حزيران المقبل، حاملاً ملفيِ الرئاسة والنازحين السوريين، بحيث تبرز مخاوف وهواجس البطريرك الماروني من هذين الملفين، لانه خائف على مصير لبنان بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، وعلى المركز المسيحي الأول في الدولة، لأنّ المجهول يطوقه وقد لا يُعرف مصيره في حال طال الفراغ الرئاسي لسنوات، لذا يكرّر يومياً ضرورة انتخاب رئيس وسطي، قادر على جمع الأفرقاء السياسيين، للقيام بما فيه مصلحة لبنان عموماً.

 

وفي السياق، تبرز صرخات الراعي امام زواره من السياسيين، وهو يقول بالفم الملآن وامام مذبح كنيسة الصرح والمسؤولين، الذين يشاركون في قداس الاحد في بكركي : “أتفقوا قبل فوات الاوان”، محملاً اياهم كل المسؤولية، مع دقّ ناقوس الخطر وإطلاق العنان للهواجس على مصير الموقع الأول في لبنان والشرق، و”الخوف من الخبايا المرتقبة، في ظل التأزم الذي يحيط بلبنان”، لذا لن يألو جهداً وفق مصادر الصرح، “بأن يقوم بالمستحيل من اجل لبنان، وانطلاقاً من هنا تتواصل الوساطات والاتصالات مع باريس وحاضرة الفاتيكان وبعض الدول العربية لحل هذه المخاوف، ونأمل ان تسفر عن شي إيجابي في الاطار الرئاسي، وفي حل مشكلة النازحين بأقرب وقت، لانّ لبنان غير قادر على تحمّل المزيد من تداعيات هذا الملف”.

 

الى ذلك، تتخوف مصادر الصرح من خبايا مرتقبة خارجية، قد تترك تداعيات سلبية من جرّاء تسوية مزدوجة، اي تحمل في طياتها حلاً للرئاسة ولملف النازحين السوريين على حساب لبنان، اي دفع أثمان باهظة مقابل تلك التسوية، وهذا ما يقلق بكركي”.

 

وفي هذا الاطار، يستعد الراعي لزيارة الاليزيه للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وطرح الاستحقاق الرئاسي بكل شؤونه وشجونه، بهدف إزالة العتب على باريس، من تخطيها دور اكبر سلطة دينية في لبنان والشرق، ولعودة المياه الى مجاريها بعد الاستماع الى وجهة النظر الفرنسية، لانّ اسئلة الراعي كثيرة في انتظار ان يسمع الردود عليها، وخصوصاً حقيقة موقف الرئاسة الفرنسية من ازمات لبنان، وكيفية مساعدة الدول الصديقة، خصوصاً “الام الحنون”، اي العنوان الذي كان وما زال يطلق على فرنسا، فيما بات هذا اللقب بعيداً اليوم، بعد ظهور معطيات جديدة شكلّت مفاجآة لحلفاء فرنسا في لبنان، اي المسيحيين بشكل عام، الذين كانوا على مدى عقود من الزمن من اقرب المقربّين اليها، “لكن ما الذي جرى”؟ تنهي مصادر الصرح تعليقها على ما حدث اخيراً.

 

وفي قراءة سياسية مغايرة، يرى مراقبون أنّ بكركي تعوّل اكثر على حاضرة الفاتيكان، وهي ترسل تقارير في هذا الاطار عبر السفير البابوي، الذي ينقل حقيقة ما يجري في لبنان، وحقيقة الدور المسيحي الذي يتراجع ويكاد يبتعد كثيراً عن سلطة القرار، ويشير المراقبون الى انّ زيارات كثيرة يقوم بها مسؤولون مسيحيون الى هناك، من ضمنهم شخصيات من “الرابطة المارونية” الذين ينقلون حقيقة الواقع المسيحي، ويعتقدون بأنّ الفاتيكان قد يكون الاهم في إطار مساعدة لبنان والمسيحيين عموماً، وانطلاقاً من هنا لا تغيب الاتصالات مع بكركي للمساهمة في الحل.