أقفلت الاستشارات النيابية الملزمة، التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون لتسمية رئيس الحكومة، يومها الأول لمصلحة الرئيس سعد الحريري، إذ نال 88 صوتا من أصل 90 نائبا، فيما امتنع اثنان عن التسمية. وبهذه النتيجة يكون العدد قد زاد على ثلثي أعضاء مجلس النواب، في انتظار ما سيشهده اليوم الختامي للاستشارات لجهة موقف كتلتي «التنمية والتحرير» و «الوفاء للمقاومة»، وقد امتنعت مصادرهما عن الإيحاء بأي اتجاه سيكون الخيار، واكتفت بالقول انه «سيكون منسقا».
استشارات أمس أفرزت واقعين:
الأول: مشاركة جميع رؤساء وأعضاء الكتل النيابية باستثناء النائب سليمان فرنجية.
الثاني: تكوّن شبه إجماع على تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه تأليف الحكومة باستثناء نائبي كتلة «البعث» عاصم قانصوه وقاسم هاشم اللذين لم يسميا أحدا، فيما أودعت «الكتلة القومية» اسم رئيس الحكومة المكلف لدى رئيس الجمهورية.
واذ أكدت مصادر في «القومي» تسمية الحريري، أشارت الى أن عون كان واضحا جدا بالطلب من الجميع التسمية وتوجه اليهم بسؤال واحد «من تسمي/تسمون لرئاسة الحكومة»، وطلب إجابات واضحة، وهذا ما حصل.
وردا على سؤال لـ «السفير» حول الحكومة التي ينوي تشكيلها الحريري، قالت مصادر الأخير: «دستورنا واضح. يجري رئيس الجمهورية استشارات ملزمة بسؤاله النواب عمن يريدون رئيسا للحكومة، فيما يجري الرئيس المكلف استشارات مع الكتل النيابية ويأخذ بالاعتبار الواقع السياسي في البلد، وما هي مطالب الكتل في السياسة والحقائب، ثم يعود الى رئيس الجمهورية ويقول له إنه بناء على الواقع السياسي، هذه تشكيلتي التي تأخذ في الاعتبار كل التوازنات».
وأكدت المصادر «ان شكل الحكومة لا يتحدد إلا بعد سماع رأي كل الكتل النيابية، ولنفترض مثلا أن عددا من الكتل الوازنة قالت بحكومة تكنوقراط وتمنت على الرئيس المكلف تشكيل حكومة كهذه، عمليا هو غير ملزم ولكنه مبدئيا لا يشكل حكومة ضد إرادة الكل ويذهب الى حكومة وحدة وطنية، لذلك دستوريا لا يعرف شكل الحكومة قبل انتهاء الاستشارات، ولكن الحريري أعلن في آخر إطلالة إعلامية أنه، مبدئيا، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية».
بدأ شريط الاستشارات امس مع الرئيس تمام سلام الذي قال «نصبو جميعاً في أقرب فرصة إلى استكمال مستلزمات هذه الانطلاقة لتأليف حكومة جامعة وطنية بقيادة الرئيس سعد الحريري. وبالنسبة لي، أعيد الأمانة إلى صاحبها». وقال الرئيس نجيب ميقاتي: «سبق لي أن قلت قبل انتخابات رئاسة الجمهورية إن انطلاقة أي عهد جديد لا يمكن أن تكون إلا بحكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري، ومن هذا المنطلق سميت الحريري».
وقال الرئيس فؤاد السنيورة: «قلت لرئيس الجمهورية: نحن نعارض بشرف وكرامة ونؤيد بشرف وكرامة». أما الرئيس سعد الحريري فاكتفى بالقول: «أنا متفائل بالعهد الجديد». وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري «بالتأكيد سمّيت الحريري لرئاسة».
وإذ عبرت كتلة «المستقبل» عن أملها «أن تكون النتيجة لمصلحة الحريري». فإن كتل «التيار الوطني الحر»، النائب ميشال المر، «القوات اللبنانية»، «الكتائب»، «وحدة الجبل»، «نواب لبنان الحر الموحد»، «التضامن»، الوزير بطرس حرب، النائب خالد الضاهر، النائب ميشال فرعون، سمّوا جميعا الحريري لرئاسة الحكومة.
ولم تسم كتلة «حزب البعث» التي تحدث باسمها النائب عاصم قانصوه أحداً، «لأن ما ظهر حتى الآن من كلام الحريري كونه المرشح الوحيد، لا يشجعنا كثيراً على ان نؤيده إلا اذا ما غيّر نهجه». أما كتلة «القومي» فقد أودعت موقفها لدى رئيس الجمهورية.
اختتم اليوم الاول من الاستشارات النيابية الملزمة بلقاء كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي تحدث باسمها النائب وليد جنبلاط قائلاً: «سمت الكتلة الحريري وقلنا للرئيس عون إنه علينا تضييق الخلافات والتركيز على بناء الداخل، ونحاول تجنب صراع الدول والأمم من أجل لبنان ومصلحته».