IMLebanon

هدية العهد الأولى: استقلال بأربعة رؤوس

ما هي العقبات أمام إنجاز التأليف الحكومي؟

هدية العهد الأولى: استقلال بأربعة رؤوس

بالرغم من أن الحكومة لن تعيش أكثر من ستة أشهر نظريا، إلا أن ذلك لم يكن سبباً كافياً لتسهيل مهمة الرئيس سعد الحريري. أما الأماني، أن تتشكل قبل عيد الاستقلال (غداً) فقد اصطدمت بواقع سياسي معقّد متصل بالتوازنات المسيحية من جهة والتوازنات الإسلامية المسيحية من جهة ثانية، وتداخل التحالفات بعد 31 تشرين الأول، من جهة ثالثة.

في المحصلة، سيمر العرض العسكري غداً من أمام أنظار أربعة رؤساء في المنصة، فيما ستبقى مقاعد الحكومة محجوزة لوزراء تصريف الأعمال.

لكن ماذا بعد عيد الاستقلال؟

توحي أجواء الساعات الأخيرة بأن التشكيلة عادت إلى المربع الذي يلي انتهاء الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس المكلف، وهذا يعني المزيد من التأخير في تشكيل الحكومة، مع ميل قوى وازنة الى تشكيلة الثلاثين.

لكن مع ذلك، ثمة من يرى أن رئيس الجمهورية لن يستسلم كثيراً للتأخير. وهو قد يحث رئيس الحكومة على إعلان التشكيلة بمن حضر، إذا مر الأسبوع المقبل بدون إنجاز كل التفاهمات. عندها تكون «الخطة باء» إرضاء الكتل الكبيرة في ما يتعلق بحصصها، وإعطاء الكتل الأخرى ما أمكن. بالنسبة للعونيين، لا يمكن أن يبدأ العهد بالتنازلات.. مع «الاستعداد الكامل للتسهيل».

لم تشهد نهاية الأسبوع أي تغيير في وتيرة الاتصالات التي تبعت زيارة الحريري إلى قصر بعبدا يوم الأربعاء الماضي. بالكاد يتواصل الأفرقاء هاتفيا. عون والحريري يتواصلان من جهة ونادر الحريري وجبران باسيل من جهة ثانية، وبالكاد يتم البحث في العقد المستعصية التي لا يمكن عزلها عن التوتر الكلامي الذي كسر الهدنة بين عون وبري، عقب الانتخابات الرئاسية. وبناءً عليه، فإن العقد تراوح مكانها وأبرزها:

ـ يصر حزب «القوات» على ما اتفق عليه للتنازل عن الحقيبة السيادية، أي الحصول على حقيبة الأشغال، إضافة إلى الإعلام ونائب رئيس الحكومة.

ـ أعاد الرئيس نبيه بري الأشغال إلى حصته، بل هو يردد أنه لم يتنازل عنها أصلا.

ـ تعثر إمكان حصول رئيس الجمهورية على حصة شيعية، في ضوء إصرار بري على تسمية «الثنائي الشيعي» المقاعد الشيعية الخمسة.

ـ النائب سليمان فرنجية يصر على أن تكون حقيبة «المردة» واحدة من وزارات: الطاقة والأشغال والاتصالات، رافضاً بشكل قاطع حقيبة التربية التي أعطيت له في التشكيلة التي نقلها الحريري إلى بعبدا.

ـ «الكتائب» خارج التشكيلة، إلا إذا تخلى الرئيس سعد الحريري عن الحقيبة المسيحية التي يفترض أن تذهب إلى مستشاره غطاس خوري.

باختصار، لم يتم حل أي من هذه العقبات حتى ليل أمس. إلا أن مصادر متابعة أشارت إلى أن النقاش بدأ يتركز حول احتمال حصول «المردة» على الصحة أو التربية (مجدداً)، إلا أن ذلك يتطلب بداية تسليم «القوات» بخسارة الأشغال.

أما الحصة «الاشتراكية»، فلن تكون هناك أي مشكلة فعلية، خصوصا أن وليد جنبلاط أشار إلى أنه لن يحارب طواحين الهواء للحصول على الصحة، وهو ما جعل اسم مروان حمادة يستقر في حقيبة العدل في التشكيلة الأخيرة التي قدمها الحريري.

لكن المشكلة الفعلية تبقى في الحصول على موافقة «القوات» على التخلي عن الأشغال والحصول على التربية على سبيل المثال، لكن حتى الآن ما يزال ذلك صعب المنال، فـ«القوات» ما تزال تتعامل مع الأشغال على أنها «معنا». وإذ تبدي استعدادها للتفاوض بشأنها، لن يكون ذلك من باب استبدالها بالتربية، التي لا تمانع «القوات «أن تحصل عليها لكن ليس كبديل عن الأشغال. أما البديل الفعلي، فسيكون على شاكلة الدفاع مثلاً، في إشارة إلى أن المفاوضات بشأن هذه الحقيبة لن تكون سهلة (بالحد الأدنى تريد «القوات» أن يكون لها حق «الفيتو» على اسم الوزير المقترح للدفاع).

حقيبة «المردة» تشكل عقبة حقيقية ليس بالنسبة لـ«القوات» أو «أمل» فحسب. لم يهضم الرئيس عون أن يُكافأ فرنجية على مواجهته له ورفضه زيارته بإعطائه حقيبة لم يكن ليحصل عليها حتى في أيام الرئيس إميل لحود، الذي كان يؤيده، لكن الرئيس بري سبق أن قال إنه مستعد لإقناع فرنجية بالحصول على التربية.. إذا كانت هذه هي العقبة الوحيدة أمام التشكيل. ولأنها ليست كذلك، فإن التشكيل يبدو أنه سيطول الى ما بعد الاستقلال.