IMLebanon

المئة يوم الأولى: امتحان ترامب الرئاسي

أميركا مشغولة – ومعها بلدان كثيرة، بوضع علامات للرئيس دونالد ترامب في امتحان صار تقليدا: ما حققه وما لم يحققه من وعود الحملة الانتخابية في المئة يوم الأولى له في البيت الأبيض. ما توقعه وما لم يتوقعه كثيرون من تصرفات رجل زئبقي يصعب التكهن بما يفعله. والسؤال الذي يتصدر الأسئلة المتنوعة هو: الى أي حدّ تكيّف ترامب مع مسؤوليات الرئاسة وبات يبدو رئاسيا؟ إذ لم يكن سهلا على النخب الأميركية حتى في الحزب الجمهوري كما على النخب العالمية التسليم بأن قطب العقارات هو رئيس أميركا. ولا كان صعبا على الرجل أن يتخلّى في السلطة عن كثير من الأفكار والشعارات البسيطة التي قادته الى أقوى منصب في العالم.

ذلك ان ترامب استسهل ان يحكم بالأوامر التنفيذية التي كان ينتقد استخدام الرئيس باراك أوباما لها ويراه دليل ضعف وتهرّب من الكونغرس. إذ هو وقّع ٣٢ أمرا تنفيذيا خلال المئة يوم الأولى. في حين ان أوباما وقّع ٢٧٦ أمرا خلال ثماني سنوات ولم يسبق لأي رئيس أن عيّن مستشارا للأمن القومي اضطر للاستقالة بعد عشرين يوما هو الجنرال مايكل فلين الذي قدّم خدمات للروس مقابل أموال. ولا أقدم الاعلام على وصف رئيس في أيامه الأولى بأنه كاذب كما فعل مع ترامب الذي ابتكرت مستشارته كيليان كونواي اسما آخر للأكاذيب هو حقائق بديلة.

من المواقف التي بقي ترامب ثابتا عليها اعتبار ايران أكبر دولة راعية للارهاب والسعي لتقليص نفوذها الاقليمي والحد من قدرتها على زعزعة الأمن الاقليمي، خلافا لرهان أوباما على دورها الاقليمي وضمان الاتفاق النووي. أما المتغيرات فانها كثيرة. من الرهان على أفضل العلاقات مع الرئيس فلاديمير بوتين الى أدنى مستوى من العلاقات مع روسيا وسط توتر عالٍ. ومن الاستعداد للمجابهة العسكرية والتجارية والاقتصادية مع الصين الى علاقات حميمة مع الرئيس الصيني شي جينبنغ ورهان على دوره في تبريد الرؤوس الحامية في كوريا الشمالية. فضلا عن انهاء سياسة الصبر الاستراتيجي مع بيونغ يانغ وبدء سياسة الغضب الاستراتيجي الخطر حسب تعبير البروفسور براهما تشيلاني.

لكن أهم ما فعله ترامب هو اختيار فريق للأمن القومي من شخصيات صاحبة خبرة: وزير الدفاع الجنرال ماتيس، وزير الأمن الداخلي الجنرال كيلي، مستشار الأمن القومي الجنرال مكماستر، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي، ومدير المخابرات المركزية مايك بومبيو.

وما يدور حاليا بما في ذلك القصف الصاروخي لمطار الشعيرات، لا يزال في اطار العمليات التاكتيكية. ولا أحد يعرف متى يكتمل البحث عن استراتيجية في الشرق الأوسط.