اليوم هو الأول من آب 2016… إنه التاريخ الثالث الذي يحتفل فيه الجيش من دون رأس في الدولة، فالرأس الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بموجب الدستور، تلاقى متضررو الدنيا، حتى من دون ان يجتمعوا، على استبعاد انتخابه.
عامان وشهران والمؤسسة العسكرية تتطلع الى اكتمال الانتظام العام الذي لن يكون إلا بانتخاب رئيس، وهنا يُطرح سؤال بديهي: طالما كثيرون يعتبرون انه لم تعد هناك صلاحية لرئيس الجمهورية فلماذا هذا الاصرار على تعطيل انتخاب رئيس؟ وطالما يعتبرون انهم يستطيعون ان يمرروا كل ما يريدون حتى مع وجود رئيس، فلماذا يعطلون انتخاب رئيس جديد؟
في الاول من آب 2014، مرَّ عيد الجيش، وكان الغياب لاول لرئيس الجمهورية،
في الاول من آب 2015، مرَّ العيد الثاني، واستمر الغياب وكان الثاني.
في الاول من آب 2016 يمر العيد الثالث والغياب الثالث، فماذا ننتظر بعد.
جمهورية من دون رأس، فكيف يعيش جسم من دون رأس؟
اذا كانت الجمهورية هي الجسم، فكيف لهذه الجمهورية ان تعيش من دون رأس؟
هل الجمهورية في حال موت سريري؟ هل هي في حال تحلل؟
قد يعتبر البعض اننا متشائمون أكثر من اللزوم، ولكن من يملك حججا مقابلة فليتقدَّم بها: عن أي جمهورية نتحدث؟ وأي آمال نعد انفسنا بها؟
هل نتحدث عن جمهورية النفايات أم جمهورية انقطاع التيار الكهربائي أم جمهورية التلوث أم جمهورية الفساد في الادارات والمزايدات والمناقصات؟
للاسف الشديد، لم يبق شيء في هذه الجمهورية يمكن القول ان بالامكان التعويل عليه. ان الجمهورية في حال يرثى لها، ولو لم تكن هناك المؤسسة العسكرية لكان الوضع أسوأ مما هو عليه بكثير.
ان ما نحن فيه يؤكد بما لا يقبل الشك ان الامور تسير من سيئ الى أسوأ، على كل المستويات وليس على مستوى واحد، والمشكلة الكبرى ان الاستحقاقات الداهمة تتوالى فصولا من دون ان يكون هناك اي بصيص أمل في الافق، فماذا يعني كل ذلك غير الضياع ثم الضياع ثم الضياع؟
المشكلة الثانية ان الاستحقاقات التي تتوالى ستقابلها استحقاقات متراكمة كل سنة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل تنبَّهت هذه الحكومة الى ان شهر آب يعني شهر الاستعدادات للدخول الى المدارس والجامعات؟ انها الأعباء السنوية التي تتراكم من دون ان يلوح في الافق ما يشير الى انها ستتراجع، بل هي ستتكاثر.
في مطلق الاحوال، فإن الفرحة بعيد الجيش يجب ان تبقى موجودة لأن لا خيار في هذا المجال فإما فرحة وإما أسى، وليس أمام اللبنانيين سوى ان يفرحوا.