IMLebanon

قراءة هادئة للجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد  

 

 

أثبت الرئيس نبيه بري بشكل قاطع ومن دون أي منافس أنّه أهم رئيس مجلس للنواب في تاريخ لبنان.

 

الرئيس بري ضمانة للمجلس وضمانة وطنية للوطن.

 

ما جرى أمس في مجلس النواب وفي الجلسة الأولى بعد الانتخابات النيابية التي أثير حول إجرائها لغط وجدل.. إذ كانت المعلومات تشير الى انها لن تُـجرى. ولله الحمد تمّت وبديموقراطية بشكل مقبول على قياس لبنان.

 

ترأس دولته المجلس لأوّل مرّة في 20 تشرين الثاني عام 1992، وجاء بديلاً للرئيس حسين الحسيني الذي كان «بطل الطائف». وللأسف لم يكافأ إلاّ بقلّة «الوفاء».

 

وما يُعَزّينا أنّ بديل الرئيس حسين الحسيني كان الرئيس بري الذي نؤمن بأنه الوحيد الذي يستطيع أن يضع حدوداً لـ»الحزب العظيم».

 

الملاحظة الأولى: نستطيع أن نشبّه الجلسة الأولى وإلى حدٍّ بعيد بمدرسة المشاغبين، حيث ترى أحد النواب الجدد يلبس «جاكيتته» على باب المجلس، والثاني يتباهى بسيارة جدّه، والثالث كالولد الذي اشترى بذلة جديدة ليلبسها يوم العيد.

 

على كل حال، لا بأس «فللناس في ما يعشقون مذاهب».

 

الملاحظة الثانية:

 

إنّ «حزب القوات»، صاحب شعار الدولة القوية بدا الى حد كبير نسخة طبق الأصل عن «التيار الوطني الحر».

 

إذ ان رئيسي «القوات» و»التيار» لا يحبّان إلا نفسيهما فقط… وهذا ما ظهر خلال التصويت، إذ لم نرَ أي تحالف بين «القوات» وبين أي فريق سياسي كما هي الحال في التيار الوطني الحر.

 

الملاحظة الثالثة:

 

يجب أن نعطي الفريق النيابي الجديد وقتاً أقلّه 6 أشهر.

 

الملاحظة الرابعة:

 

هناك تعادل في القوى الى حدٍّ ما. إذْ تبيّـن ان الانتخابات الأخيرة التي جرت لم تحقق التوازن المطلوب بل، لا يزال تحالف الحزب مسيطراً. في المقابل ظهرت القوى الجديدة مبعثرة ولا يوجد بينها حدّ أدنى من الاتفاق، وهذه نقطة ضعف قوية.

 

الملاحظة الخامسة: استعمال أوراق:

 

1- الجمهورية القوية

 

2- مرفأ بيروت

 

3- لقمان سليم

 

4- المرأة المعنّفة وغيرها خلال عملية التصويت تدلّ بما لا يدع مجالاً للشك أنّ هذه الشعارات يمكن استعمالها في وقت آخر، لأنّ هذا الوقت هو لاختيار الرئيس ونائب الرئيس وهيئة أعضاء مكتب المجلس فقط لا غير… فالجلسة الأولى مخصّصة للانتخاب كما ذكرت، على أن تترك الأمور الأخرى الى مناسبة ثانية وقريبة.

 

الملاحظة السادسة:

 

انفضح التيار الوطني الحر، إذْ أنّ كل التصريحات التي يعلنها كلها كلام بكلام، إذ ان مصلحته هي فوق كل اعتبار، أي ان رئيس المجلس هو من أسياد فريق سياسي حاكم، ونائب رئيس المجلس تابع أو يمثل فريق رئيس الجمهورية.. بالرغم من ان الشائعات تشير الى ان خلافاً قوياً بين نائب رئيس المجلس وبين رئيس «التيار»، وأنّ نائب الرئيس الجديد ومعه النائب ابراهيم كنعان هما ضد رئيس «التيار»، ولكن أثبتت الانتخابات أنّ هذه الشائعات غير دقيقة.

 

أخيراً، يبدو أنّ عودة ارتفاع سعر صرف الدولار قد يكون مؤشراً الى ان ثقة المواطن بالعهد القوي وبالمجلس الجديد لم تكن على قدر الأمنيات والتمنيات.

 

أما بالنسبة للحكومة التي يجب أن تتشكل فالمصيبة الكبرى آتية لا ريب فيها.