عادت “اللجنة الخماسية” الممثلة بكل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر لاستئناف نشاطها، والضغط لتمرير الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وفصله عن حرب غزة. ومن المتوقع ان تجتمع اللجنة قريبا بعد اللقاء الأخير لها في السفارة القطرية، الذي أثار موجة من الجدل بعد الحديث عن خلافات اعضائها .
مع ذلك، من المتوقع ان تعاود “اللجنة الخماسية” نشاطها، مع ان حراكها يدور في حلقة مفرغة ويصطدم بعوائق داخلية وخارجية، أبرزها حالة اللاتوافق اللبناني حول المعايير الرئاسية .
خلاصة اللقاء الأخير في السفارة القطرية، تأكيد على ان الملف الرئاسي لا يزال في عهدتها، كما تقول مصادر سياسية ، وتجديد دعم أي مبادرة لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة، وعليه يتم تفعيل عمل اللجنة على مستوى حركة السفراء . واللافت مؤخرا التواصل فيما بينهم واجتماعهم مع القيادات السياسية التي تركزت في السراي وعين التينة وقيادة الجيش ، كما كان لافتا لقاء الفرزل بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون الذي ضم نوابا من كتل نيابية، لمناقشة ما وصلت إليه مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” الرئاسية ، التي اصطدمت بحائط مسدود بعد إشكالية مسألة الجلسات المفتوحة.
نشاط السفراء الخمسة يبدو مختلفا عن حراك “الخماسية” الدولية في الخارج ، ولا يبدو ان الإجتماع الذي كان مقررا عقده في المملكة العربية السعودي هذا الشهر سيحصل قريبا، فالتركيز الدولي منصب على الوضع في غزة، ولا يبدو ايضا ان الموفد الدولي جان ايف لودريان سيزور لبنان كما كان متوقعا، مما يعني ان عمل “الخماسية” سيبقى على عاتق حركة السفراء، ولا اجتماع يلوح في الأفق قريبا. يذكر ان إنطلاقة اجتماعات “اللجنة الخماسية” على مستوى وزراء الخارجية عقد في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية في شباط ٢٠٢٣ ، وعقد اللقاء الثاني في الدوحة، اما الإجتماع الأخير على مستوى الوزراء فعقد في أيلول ٢٠٢٣ في نيويورك ، لينتقل بعدها العمل الى مستوى سفراء الدول الخمسة ، وهذا يؤشر الى عدم نجاح الدول الخمس بإنهاء الملف الرئاسي، لعدم تجاوب الأفرقاء في لبنان مع الطروحات وتعطيل المبادرات.
حركة السفراء الخمسة لا تزال محور متابعة، ومن الواضح ان هناك تعقيدات محلية. فالسفيرة الأميركية ليزا جونسون لا يمكنها التواصل مع النائب جبران باسيل بسبب العقوبات الأميركية عليه، فيما النائب سليمان فرنجية ليس مرشحا توافقيا، فاقتصرت لقاءات السفراء على الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي .
وتمتلك “الخماسية” تصورا واضحا عن الإشكاليات الرئاسية، فالاستحقاق لا يزال يواجه المشاكل نفسها، فرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لن ينتخب رئيس “تيار المردة”، والثنائي الشيعي لم يغادر مربعه الرئاسي الداعم لفرنجية، مما يؤكد عدم توفر التوافق الداخلي على معايير محددة لرئاسة الجمهورية وشخصية الرئيس المقبل.
تحرك “الخماسية” الأخير جاء نتيجة تقاطع الدول الخمس على ضرورة تحريك ملف الرئاسة في لبنان ،انطلاقا من فكرة ضرورة انتخاب رئيس مع مواصفات سبق ان حددتها اللجنة في بياناتها، لكن الواضح كما تقول مصادر سياسية ان التحرك هو لزوم ما لا يلزم ، ومن المؤسف ان يكون لشراء الوقت فقط، فلا شيىء جاهز بعد لدى “الخماسية” ولدى القوى السياسية المؤثرة بالاستحقاق.