تصبّ زيارات معظم الموفدين الدوليين إلى لبنان، وآخرها زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ضمن الترتيبات الجديدة للمنطقة، إذ أنه وفق المعلومات، تمنّى على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تربطه به صداقة وإلتقاه في بريطانيا مؤخراً، تحييد لبنان عن حرب غزة وتجنيبه دخوله فيها وإلّا ستكون كارثية بامتياز، وعلى هذه الخلفية أكّد كاميرون لمن إلتقاهم في لبنان أنه على الرغم من العلاقة بين وبريطانيا والعدو الإسرائيلي ودعم لندن له في حربه مع حركة حماس، فإنها تسعى وتعمل على أن يكون لبنان بمنأى عن هذه الحرب، وبالتالي يجب أن يكون هناك وعي داخلي لأن بريطانيا تسعى وتعمل ما في وسعها لإبعادها، وهذا ما يتم بحثه مع الأميركيين والفرنسيين وسائر الدول الأوروبية والمعنيين عربياً وإقليمياً.
أما في مجال آخر، فما تقوم به اللجنة الخماسية حول لبنان، من اللقاء مع الرئيس نبيه بري إلى لقاء الرياض المُرتقب، ومن ثم المشاورات الجارية بين قطر وطهران، وكل ما يحصل على هذا الخط، إنما يأتي في إطار السعي لإنتخاب رئيس للجمهورية، وإن كان ذلك صعب المنال وغير مضمون النتائج في هذه المرحلة الراهنة لجملة ظروف واعتبارات، أهمها حرب غزة وصعوبة فصل الإستحقاق الرئاسي عنها، أو أن الأولوية لما يجري في المنطقة ميدانياً وتحديداً في جنوب لبنان وغزة، لكن اللجنة استطاعت أن تفصل الملف الرئاسي عن حرب غزة والجنوب بفعل الاتصالات التي قامت بها مع رئيس مجلس النواب ومرجعيات سياسية وروحية، وأيضاً، وهنا الأهم، من خلال التواصل الخليجي وتحديداً السعودي مع طهران إلى ما قيل عن أن الموفد القطري أبو جاسم زار طهران لهذه الغاية، وبمعنى آخر إيران لاعب أساسي إقليمي في المنطقة، وله تحالف واسع مع حزب الله وقوى كثيرة في المنطقة، ما يمكّن الحزب من لعب دور تسهيلي، لتمرير الإستحقاق الرئاسي.
وعلى هذه الخلفية، تتمّ الاتصالات مع إيران، إنما من المؤكد أنها تريد أثماناً سياسية لها ولحزب الله والاتصالات ما زالت قائمة حتى الساعة ليبنى على الشيء مقتضاه.
فيما المساعي الأساسية تكمن في تطبيق القرار الدولي 1701، أو العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل عملية طوفان الأقصى لتجنيب لبنان الحرب الكارثية، فيما الإستحقاق الرئاسي يدور في عملية المواصفات والمقاربات والضمانات وبعدها لكل حادث حديث، إنما هناك جدّية لدى الخماسية والمعنيين في هذا الملف.