Site icon IMLebanon

الكلمة الآن لفخامة الرئيس:  أي قانون انتخاب يريد؟

أجواء الكآبة السياسية المخيّمة على البلاد، لعلها تحتاج الى اختراقها بنسمة شجاعة من التفاؤل تهب من أرض الواقع وليس من خيال التمني. الخطاب السياسي المتداول بين المكونات السياسية تطغى عليه نبرة سوداوية بأنفاس سلبية، تنشر الاحباط في النفوس، وتشعل مشاعر اليأس من امكانية التوصل الى توافق سياسي أو وطني حول قانون الانتخاب الجديد. وكل المشاريع التي طرحت على النقاش العام حتى الآن – وما أكثرها! – ولدت وهي تحمل في طيّاتها شهادة وفاتها لا شهادة ميلادها! ونتيجة لذلك اختفت من الأجواء زقزقة عصافير السياسة وطيورها، وحلّ محلّها نعيق الغربان والبوم!

***

من خضم هذه الأجواء القاتمة والمقبضة تنبثق ارادة تلمس بصيص من الضوء يتمرد علي هذا الواقع السوداوي، لتغليب نزعة الحياة على الموت، ونظام قانون الطبيعة على فوضى النزعة البشرية… وثمة مؤشرات عديدة. منها أولا، ان التاريخ حافل بأهوال مرّت على لبنان قديما وحديثا، وقد تجاوزها وخرج قطعة واحدة، وكانت أكثر خطرا وأذى مما نحن فيه اليوم، فلماذا اليأس من امكانية تجاوز هذه الأزمة الجديدة أيضا؟ وهذا البلد، بناسه وسياسييه وقادته بمن فيهم من حكماء وعقلاء وحمقى وأغبياء، وبما يطفو على سطحه أحيانا أو غالبا من نزق وانتهازية، اذا كان قد نجح حتى الآن في عدم الانزلاق الى الهول الذي يعمّ المنطقة، فلماذا نستسلم الآن ونرفع العشرة؟!

***

… ومنها ثانيا، ان الأوراق الأخيرة في يد المرجعية المعنية لا تزال سليمة، على الرغم من كثرة الأوراق المحترقة وتناثر رمادها في الأجواء وعلى الأرض! وبكلام بسيط ومباشر وصريح، فان أسلوب التعاطي في موضوع عقدة الحقوق المسيحية هو الذي حرّك الجمر في موقد عقد الحقوق لدى المكونات الأخرى، وقادت الى التعثر المتمادي في التوصل الى قانون انتخاب جديد وموحّد. وبينما كان التيار الوطني الحر بقيادته السابقة يمسك بالسياسة من رأسها، ويتعاطى مع مطلب الحقوق المسيحية من منطلق ميثاقي ووطني، نرى اليوم قيادة تمسك بالسياسة من ذيلها، وتتحوّل تلك الحقوق الى مطلب طائفي ومذهبي!

***

الأوراق الأخيرة السليمة لا تزال في يد رئيس الجمهورية. وبموجب موقعه ومسؤولياته وقسمه الدستوري. هو المسؤول عن سلامة الوطن والدولة بمواقف مستمدة من المصلحة الوطنية العليا، ولا تأخذ في الاعتبار أية حسابات أخرى، من مراعاة قريب أو معاداة بعيد، أو التحسس من كيمياء مفقودة مع قيادات في البلاد لها وزنها وتأثيرها واقتدارها. وهذا هو الوقت المناسب ليقول رئيس الجمهورية كلمته ليعرف المواطنون الناخبون، وقادة المكونات السياسية، أي قانون انتخاب يريد رئيسهم، وهل هذا القانون يعكس الصفة التي ارتضاها لنفسه بصفته بيّ الكل فعلا؟!

***

رئيس جمهورية لبنان يحق له التدخل بهدف الانقاذ، أما ملكة بريطانيا فتبقى في بريطانيا!

————

وقع خطأ في مقال أمس ووردت كلمة الاستقصاء خطأ، والصواب: الاستعصاء.