لا شيء جديد في عمق المحادثات والزيارات الى معراب بعد ما يمكن تسميته قطيعة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر من جهة ثانية انما هذا لا يمنع ان تكبر كرة الثلج وتطوير المواقف من محاولة جس النبض السياسية وصولا الى الاستحقاق الانتخابي في السادس من ايار المقبل.
ووفق مصدر قيادي في القوات الذي يعتبر ان معراب لم تغير شيئا في قناعاتها او خطابها السياسي المرتبط حكما بالحفاظ على السيادة والعمل الاصلاحي داخل الحكومة ويعرض المصدر شبكة علاقاته مع الاطراف والاحزاب السياسية وفق الخريطة التالية:
– اولا: ان الخيوط لم تنقطع مع اي طرف في اي وقت من الاوقات وهناك اتصالات مع حزب الكتائب على الصعيدين السياسي والتعاون في المرحلة المقبلة وصولا الى امكانية التنسيق في الانتخابات النيابية وهذا امر مطروح للبحث بين قياديين في كلا الفريقين خصوصا ان القواسم المشتركة القائمة على سيادة البلد وهذه النقطة بالذات موضع اتفاق مبدئي وصولا الى مسألة مكافحة الفساد والنظرة الى العمل الحكومي المنتج مع بعض الهوامش في كيفية ادارة الانتاج داخل مجلس الوزراء حيث تدعو الكتائب القوات اللبنانية الى الاستقالة من الحكومة، اذا لم تكن على قدر المسؤولية الوطنية وفق اوساط كتائبية.
ثانيا: ولم تقطع القوات اللبنانية يوما العلاقة مع الوزير السابق اللواء اشرف ريفي بالرغم من التوتر الذي كان قائما بين ريفي وتيار المستقبل وكذلك القوات، ويصف المصدر القواتي هذا الامر انه اشبه بابقاء قنوات التواصل قائة بعيدا عن اثارة الضجيج حول المدى الذي يمكن ان تصل اليه نتائج هذه القنوات وبمعنى اخر ان الانتخابات النيابية بنظر القيادي القواتي لها ابوابها المفتوحة وما ينطبق علينا يمكن اسقاطه على مختلف القيادات والتيارات والاحزاب في لبنان.
ثالثا: مع الدكتور فارس سعيد وحسب ما قال العلاقة جيدة مع القوات وهذه الاخيرة تعتبرها ايجابية اقله على الصعيد السياسي ويمكن ان تتطور وفق مفهوم المنظومة التي اتهمت الطرفين «بخيانة» الرئىس سعد الحريري ولكن وفق واقع الحال الجديد فإن «البحصة» تم رميها بعيدا وتم استبادلها بالمذاق الطيب والحلاوة بين الطرفين.
رابعا: لا شك ان زيارة الوزير غطاس خوري الى معراب ولقائه الدكتور سمير جعجع للمرة الاولى بعد انقطاع سيشتم من خلالها جس نبض لتبريد الساحة بين بيت الوسط والقوات اللبنانية ومحاولة استعادة الثقة والعلاقة الجيدة – ولكن حسب اوساط سياسية فإن هذه الزيارة تشبه مرحلة فض الاشتباك او جعله اكثر «نعومة» اما مسألة الاتفاق على المرحلة المقبلة من الاستحقاقات امر مبالغ فيه ولا شيء جديد في هذا الخصوص، الا ان القيادي القواتي يرد بأن مسألة رسم خريطة جديدة بين الطرفين مستبعدة حاليا الى حين جلاء وتوضيح المواقف المتتالية من حزب الله ومعها الملف الحكومي.
خامسا: وبعد برودة واضحة ايضا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية جاءت زيارة امين سر تكتل التغيير والاصلاح الى معراب لإعادة شبك ما انقطع من سبل التواصل بين الطرفين لكن هذا القيادي القواتي يعتبر انه من السابق لأوانه ايضا مسح المرحلة الرمادية بشحطة قلم بل واجب توضيح المسافة الفاصلة بين الحزبين والنتوؤات التي ظهرت مع جملة من الاسئلة تم تحميلها من معراب الى الرابية حول مصير ورقة النوايا ولماذا تم تجاهلها دون اي مسوغ دامغ يجعل القوات في موقع المدافع فيما حقيقة الامر انها ثابتة ولم تتغير بل هناك اخرون قد تغيروا.
سادسا: تبدو العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات ممتازة حسب هذا القيادي الذي رأى ان الاشتراكي يبدي حماسة حيال المواضيع الانتخابية المشتركة خصوصا في الجبل حيث تشدد القوات على ان مصالحة الجبل هي من الخطوط الحمراء التي تحذر من المساس بها وهي مستعدة لحمايتها مهما كانت التحديات.
وبخصوص الملف الانتخابي هناك فإن الامور تسير حسب ما هو قائم من علاقة ود بين الطرفين يؤكد القيادي، اما عن دائرة كسروان – الفتوح الاكثر تمثيلا للموارنة فإن هذا القيادي يؤكد ان التشويش قائم لكن نحن نعمل بصمت وكشفنا بعض اوراقنا ومنها مرشحنا شوقي الدكاش الذي نتمسك به قياسا على تضحياته وان قوة الحزب تعاظمت منذ العام 2005 لان المعركة هي معركة تحالفات وعلينا كحزب حسن اختيار الشريك في هذه الدائرة كي نصل مرتاحين كما الآن الى الاستحقاق.