مع اقتراب انتهاء مهل تقديم الترشيحات وتأليف اللوائح في مختلف الدوائر،ارتفعت حماوة التحضيرات لمنازلة ايار ترشيحاً وتحالفاً على رغم معدّل «البرودة» «اللافت» الذي يُسيطر على الاستحقاق منذ اشهر خلافاً للدورات السابقة حيث كانت ابواب المعركة تُفتح باكراً، نتيجة الملفات الداهمة المنفجرة بين الحين والآخر من جهة، واحساس داخلي لدى الكثير من الاطراف بان الاستحقاق في الطريق نحو التأجيل،حيث ان اعلان حزب الله وامل لاسماء مرشحيهم لا يعني حتمية اجرائها بقدر ما هو اعلان عن اتمام استعدادات الفريقين لخوضها.
واذ بات من المؤكد ان الحزب التقدمي الاشتراكي يسير وفق الاستراتيجية التي رسمها رئيسه والقاضية بمنع اللوائح المنافسة من تأمين الحاصل الانتخابي ، فانه يبدو ان العدوى قد انتقلت للتيار الوطني الحر الذي دغدغت هذه الفكرة تكتيكات رئيسه الانتخابية بدورها، وهو ما انعكس في النتائج «السلبية» لاجتماع بيت الوسط الاخير بين وزير الخارجية جبران باسيل والشيخ سعد الحريري.
فبالنسبة للاول يسعى جاهدا لضم التيار الوطني الحر والنائب طلال ارسلان للائحته في الشوف وعاليه، ما سيجعل اي لائحة مضادة سواء اجتمع فيها الخصوم الانتخابيون من الوزير السابق وئام وهاب الى القوات اللبنانية، وهو الامر المستبعد بعدما حسم السيد نصر الله مسألة التحالف مع القوات اللبنانية، عاجزة عن تأمين الحاصل الانتخابي، من هنا كان عرضه الاخير للتيار البرتقالي، باعطائه مقعدين في عاليه، للماروني سيزار ابي خليل والاورثوذكسي وواحد ماروني في الشوف للوزير السابق ماريو عون (رغم ان الانتخابات التمهيدية داخل التيار اعطت الاولوية لغياث بستاني ب103 مقال 90 للاول)، الذي لا يزال خاضعا للدرس من قبل العونيين بسبب احد مرشحي دير القمر الذي بات يشكل عقدة اساسية للرابية بعد رفضه الانضمام لتكتل الاصلاح والتغيير في حال فوزه.
اما البرتقالي فبدوره عمد الى استعمال التكتيك نفسه من خلال جذب القوات اللبنانية الى تحالف معه اقفالا في الطريق اما بعض الخصوم في دوائر حساسة وهو ما ادى الى اعادة خلط اساسية للاوراق لاسيما في التحالف مع التيار الازرق ،لاسيما في دائرة صيدا-جزين حيث يحكى عن طلاق عوني – حريري (تحبذه النائب بهية الحريري) لمصلحة التحالف مع النائب سعد، بعد اطاحة احد نواب جزين الموارنة بالمرشح العوني الكاثوليكي على خلفية حكم بقضية اخلاقية اتهم الاخير بتوزيعه عبر هاتفه الجوال.وعلى هذا الصعيد تكشف مصادر مطلعة ان هناك ميلا للعبة من تحت الطاولة ان يغنم بالمقعد الكاثوليكي مرشح من اللائحة المنافسة للتيار الوطني والمحسوبة على رئيس مجلس النواب ،وسط الحديث عن ان من سيتم اختياره لا يشكل استفزازا للعونيين.
من جهتها يبدو ان القوات اللبنانية باتت قريبة من حسم خياراتها بعد اجتماع الساعات الاربع بين وزير الاعلام ورئيس الحكومة في بيت الوسط ، وحسده بعدها من التوافق الشيعي وتمنيه لو كان له شبيه في الوسط المسيحي، حيث تكشف اوساط قواتية خطوط اتصال ساخنة مفتوحة مع اكثر من طرف على مسافة 70 يوما من «موقعة» الانتخابات الكبرى لاسيما في الدوائر التي تُشكّل فيها «بلوكاً» وازناً، مشيرة الى انه بالتاكيد سيكون هناك تحالف مع التيار الوطني الحر في بعض الدوائر ،دون ان تحسم بعد النسب والاسماء.قاعدة تنطبق ايضا على التعاون مع تيار المستقبل،حيث تعيد المصادر ذلك الى ان الاصطفاف السياسي السابق الذي رعى انتخابات 2005 و2009 سقط مع سقوط الثامن والرابع عشر من آذار،ووجود اجتماعات ثلاثية عونية- قواتية- مستقبلية.
فالى ان تفك شيفرة التحالفات مع اقفال باب الترشيحات بعد 11 يوما، تتحدّث مصادر قواتية عن «مفاجأة» من العيار الثقيل ستُفجّرها معراب في ذكرى الرابع عشر من آذار التي سيتم من خلالها اعلان اسماء اسماء المرشّحين الذين ستخوض من خلالهم المعركة الانتخابية في الدوائر المحسوبة على قوى سياسية حليفة وخصمة، والذين اتى اختيارهم بدقة كمحصلة لاجتماعات مكثّفة ومتواصلة اخذت بمعيارين اساسيين: الاول، الاحصاءات عامة ، والثاني، اراء الشخصيات والفاعليات المناطقية بالمرشحين،على أن تبقي عملية تركيب اللوائح قيد التباحث والتفاوض مع الحلفاء والأصدقاء، خاتمة بان معراب ستُفاجئ الوسط السياسي باعلانها ترشيحات في دوائر انتخابية تُصنّف على انها «عرين» قوى سياسية حليفة وغير حليفة، وهذا ان دل الى شيء، فالى قرار معراب «بالتوسّع» جماهيرياً في مناطق لا يُحسب لها حساب من حيث الثقل الانتخابي».