IMLebanon

قصة بيان وزير الخارجية  

 

 

علمنا أنّ البيان الوزاري الذي أصدره وزير الخارجية عبدالله بو حبيب كان بعلم ووجود مستشار فخامة الرئيس انطوان شقير الذي اطلع على البيان ووافق على مضمونه.

 

هذا يعني أنّ البيان نال موافقة رئيس الجمهورية من خلال المستشار انطوان شقير وموافقة الرئيس نجيب ميقاتي من خلال وزير الخارجية.

 

بعد صدور البيان بيومين صدر عن الصهر العزيز بيان أوضح فيه أنه ضد البيان الذي هو ليس في مصلحة لبنان.

 

الغريب العجيب أنّ وزير الخارجية عُيّـن من قبل الصهر العزيز… فلماذا تخلّى عنه، ولماذا يريد أن «يلبسه» هذا الرداء الوسخ؟

 

الأنكى من ذلك أنّ الصهر يرغب في أن يرسل مبعوثاً خاصاً الى موسكو ليعلن أنّ لبنان يقف الى جانب روسيا لا كما صدر في بيان وزير الخارجية.

 

من ناحية ثانية، يبدو أنّ الوزير عبدالله بو حبيب قد استغنى عن كرامته مقابل بقائه وزيراً للخارجية، وإلاّ لو لم يكن كذلك لما كان ليسكت على «التكذيب» الذي اتهمه به الصهر العزيز.

 

من ناحية ثانية، فإنّ فخامته أيضاً، كان قد علم بالبيان، لكنه ظلّ ساكتاً وكان له موقف مختلف من خلال تصريح لموقع «أساس» أكد فيه أنه مع الحل السلمي، أي الحوار بين موسكو وبين أوكرانيا.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كان فخامته مركّزاً عندما أعلمه مستشاره بالبيان؟ أم كان في مكان ما؟

 

لا نعرف، ولكن الغريب العجيب أنّ فخامته لم يتخذ أي موقف ليوقف البيان، بل انتظر عدّة أيام ليقول ويفعل عكس ما جاء به البيان.

 

هذا التخبّط إن دلّ على شيء فإنه يدل على أنّ فخامته لا يدري ماذا يحدث حوله، وأنه بحاجة الى تركيز أكثر لأنّ هذه ليست غلطة يمكن أن تمر مرور الكرام.

 

على كل حال، فإنّ هناك سؤالاً لا بد من أن يسأله المواطن العادي: ما هي الحاجة التي دعت وزير خارجية لبنان السفير عبدالله بو حبيب الى إصدار تصريح كهذا؟ ويبدو أيضاً أنّ الوزير الذي جاء من سفارة لبنان في أميركا يوم كان سفيراً لعدة سنوات، عنده نوع من ردة الفعل على أميركا وإلاّ فلا أحد يعلم سر هذا البيان الغريب العجيب.

 

كذلك نتساءل: من هو وزير خارجية لبنان بالنسبة للعالم؟ وما هو تأثيره على الحرب الدائرة في أوكرانيا؟ وهل يستطيع لبنان لو أراد أن يفعل شيئاً أن يفعله.

 

طبعاً لا تأثير للبنان ولا من أية ناحية لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً ولا حتى مالياً.

 

ومن هذا المنطلق ننتقل الى الموقف الأميركي من الغزو الروسي لأوكرانيا فنقول:

 

ألم يكن بمقدور الرئيس الاميركي بايدن حلّ هذه المسألة قبل الغزو، وبالتالي تلافي اندلاع معركة بين الروس والأوكران؟

 

الجواب باعتقادي بسيط… نعم كان يمكن لبايدن تلافي هذا الغزو الروسي؟

 

إنّ ما طلبه بوتين في البداية… ضمانات لعدم إلحاق أوكرانيا بحلف الناتو، كي لا تصبح أميركا ودول الناتو بأسلحتها على الحدود الروسية؟ بمعنى آخر كان بوتين يريد عدم تعريض مصالح الأمن القومي لروسيا، لكن بايدن على ما يبدو، كان يخطط لأبعد من ذلك.. لأنه رفض إعطاء ضمانة عدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو.

 

لقد أراد أولاً استدراج بوتين، وإظهاره بالمتسلط الطامع بالتوسّع أمام الدول الأوروبية بغية إبقائها «ضمن» السيطرة الأميركية… كما أنه فتح باباً لبيع السلاح، والحصول على أسواق جديدة… وهذه أمنية ثانية يحلم بها.

 

إنّ الغزو الروسي لأوكرانيا… تدفع ثمنه الشعوب في أميركا نفسها وفي روسيا وفي أوكرانيا وفي البلدان الأوروبية كافّة، من خلال الوضع الاقتصادي المتأزم وإمدادات النفط والغاز.

 

وأخيراً… أعود الى بيان الخارجية اللبنانية لأقول: بايدن ومن معه يخططون والروس يهاجمون والقضية أكبر بكثير من لبنان.. هذا البلد الذي لا تنقصه الأزمات في هذا العهد… لقد اكتشف صاحب العهد وصهره ما أدّى إليه بيان وزارة الخارجية فتبرّأوا منه وألبسوا تبعاته لوزير الخارجية الذي «أكل الضرب» مبتسماً لكنه بات كالطير يرقص مذبوحاً من الألم.