Site icon IMLebanon

تشكيل حكومة جديدة دونه عقبات

 

لا تتوقّع مصادر ديبلوماسية في بيروت أي مؤشّرات إيجابية في مسار حلّ الأزمة التي تعصف بالساحة اللبنانية بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي لم تُحسم عودته إلى بيروت، رغم كل التسريبات والشائعات حول عودة وشيكة تؤدي إلى التخفيف من شبح التصعيد الذي بات يظهر في الشارع. ولا يبدو، بحسب المصادر نفسها، أن المعالجات الجارية لاحتواء ارتدادات الصراع السعودي ـ الإيراني على الواقع السياسي اللبناني، ستنجح في إرساء تسوية جديدة تسمح بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل حصول هذه الإنتكاسة المفاجئة.

فالخشية تزداد يوماً بعد يوم، لأن كل الخطوات السعودية المتّخذة في الفترة الأخيرة، تنبئ بأن العودة إلى الوراء قد باتت صعبة، وذلك بصرف النظر عن أية تدخّلات عربية أو أوروبية، كما تقول المصادر نفسها، والتي كشفت أن العاصمة الفرنسية تدخّلت منذ مطلع الأسبوع الماضي، وقبل زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية. وأوضحت، أن الرئيس الفرنسي قد أرسل موفداً خاصاً إلى الرياض لمواكبة الأزمة المستجدة، وأن هذا الأمر قد أدّى إلى رؤية جديدة لمسار الأمور، ومن المتوقّع أن تكون كل المرجعيات اللبنانية قد باتت في أجوائها.

من جهة أخرى، وجدت المصادر الديبلوماسية المطلعة، أن أي انهيار للتسوية السياسية التي تكرّست في لبنان هذا العام، لن يؤثّر فقط على الساحة اللبنانية، بل سيمتد إلى أكثر من ساحة في المنطقة، خصوصاً وأن خطاب الحرب بدأ يتصاعد بشكل لافت في كل من الرياض وطهران منذ يوم السبت الماضي. واعتبرت أن الحريري، وبحسب المطّلعين، لن يعود عن قرار الإستقالة، وذلك بصرف النظر عن موجبات هذا القرار والأسباب التي دفعت إليه، كما طريقة التعاطي في لبنان معه.

وبالتالي، فإن تعزيز الإستقرار الأمني، كما المالي، يبقى الأولوية لدى عواصم القرار الغربية، ولا سيما باريس التي تواكب عن كثب تفاصيل الإنقسام الحاصل في المنطقة، وارتدادات ذلك على المشهد اللبناني، كما تقول المصادر ذاتها، والتي توقّعت أن يتم التركيز على ملف اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك لجهة تأثير أي اشتباك إقليمي على وضعهم الإجتماعي قبل الأمني، انطلاقاً من إمكانية تحويل هذا العبء الكبير إلى أزمة تضاف إلى أزمة الإستقالة الحكومية.

من هنا، فإن الأزمة، وبعد أسبوع على اندلاعها، قد باتت مفتوحة على أكثر من احتمال، وليس بالضرورة أن تكون هذه الإحتمالات إيجابية، إذ على سبيل المثال، فإن الدخول في عملية تشكيل أي حكومة جديدة دونه عقبات جمّة وفق المصادر الديبلوماسية نفسها، والتي اعتبرت أن المعالجات يجب أن تكون سريعة، وأن تركّز على الأسباب والمبرّرات التي دفعت الحريري إلى اتخاذ قراره المفاجئ. وأكدت أن المهل الزمنية ليست طويلة أمام اللبنانيين للحفاظ على الوضع الراهن، حيث تمسك القيادات الأمنية بالوضع الأمني في كل المناطق، مما يقطع الطريق أمام أي تهديد للإستقرار. ورأت أن المبادرة ما زالت في يد القوى السياسية التي نجحت حتى الآن في احتواء آثار الصدمة، وهي اليوم أمام اختبار إيجاد حلّ لأسباب الإستقالة.