IMLebanon

تشكيل الحكومة دونه عقبات والدخان الأبيض رهن التنازلات

 

اليوم تبدأ وتنتهي الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري في أحد مكاتب مجلس النواب، مع الكتل النيابية والنواب المنفردين، للاستماع الى مطالبها بالنسبة الى تشكيل الحكومة. ولكن قبل هذه الاستشارات التي يحددها الدستور، فان المشاورات لم تهدأ منذ لحظة التكليف، وما استشارات اليوم سوى مكملة لتلك المشاورات.

الحصص التي تطالب بها الكتل للتوزير ستودَع لدى الرئيس المكلف، وسيحملها بعد ذلك الى رئيس الجمهورية للتشاور والجوجلة، مع رهان بأن تولد الحكومة قبل عيد الفطر او مباشرة بعد العيد ان شاء الله.

***

اذا ما اتخذ ما يسرّب وما يُعلَن عن المطالب، بعين الاعتبار، فإن حسابات حقل الاستشارات قد لا تطابق حسابات بيدر التأليف. فالصراع في التأليف موجود على كل المستويات ولدى الجميع من دون استثناء، فكيف سيتم تمرير التشكيلة في هذا الحقل السياسي المحفوف بالألغام المزروعة.

التباين الأبرز هو بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهو موزّع على عدة اتجاهات:

الاتجاه الأول ان التيار يرى ان هناك حصة لرئيس الجمهورية غير حصة التيار الوطني الحر، هذا الطرح ترفضه القوات اللبنانية لأنها تعتبر انه لا يمكن الفصل بين الرئيس وكتلة لبنان القوي، مذكّرة بالشعار الذي طُرِح قبل الانتخابات وهو صوتي للعهد.

بالاضافة الى هذا الخلاف هناك خلاف ثانٍ على توزيع الحقائب، فالوزير جبران باسيل يحاول أن يأخذ حصة الأسد من المقاعد المخصصة للمسيحيين، فهو متمسك بحقيبة سيادسية وكذلك بحقيبة وزارة الطاقة، لأنه سأل: كيف نعطي القوات وزارة الطاقة وهم لا يعرفون العد؟ كما يرفض أن تُعاد اليهم وزارة الشؤون الاجتماعية لأنهم من وجهة نظره لم يتخذوا الموقف الصارم من موضوع النازحين في مؤتمر بروكسيل. هذه الطروحات التصعيدية هل هي تكتيك في التفاوض أم موقف نهائي؟ الجواب بعد المشاورات والاستشارات معًا.

 

***

العقدة الثانية هي عقدة درزية: النائب وليد جنبلاط يريد الوزراء الدروز الثلاثة لقطع الطريق على النائب طلال ارسلان الذي يعتبره جنبلاط فاز لوحده وحجمه لا يتيح له أن يكون وزيرًا.

***

الثنائي الشيعي يريد حصة الشيعة كاملة اي ستة وزراء، وأبلغ مَن يعنيهم الأمر ان حصص حلفائه من المسيحيين يجب أن تكون من الحصة المسيحية، بمعنى ان حصة الحزب السوري القومي الاجتماعي يجب ان تكون من الحصة المسيحية.

***

وهناك ايضًا عقدة سنية الأساس فيها ان معارضي الرئيس الحريري من النواب السنة يشكلون ثلث عدد نواب الكتلة السنية، فهل سيرضى سعد الحريري بأن يكون لهذا الثلث تمثيل في الحكومة؟

***

كيف سيتم تجاوز هذه الألغام؟ المسألة ليست نزهة.