أربع قمم ستعقد خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية: قمة بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس ترامب، والثانية قمة خليجية يحضرها ترامب، والثالثة قمة عربية بحضوره، كما سيحضر الرابعة وهي القمة الإسلامية.
وفي معلوماتنا ان الرئيس العماد ميشال عون قد تبلغ فعلا الدعوة الى القمتين العربية والاسلامية، ومن الطبيعي انه سيحضر ويشارك في اعمالهما.
وهي حال غير مسبوقة ان تعقد أربع قمم مع رئيس لا يُعتبر بلده عضواً في ثلاث منها. وهذا دليل، في حد ذاته، على المستوى الذي بلغته العلاقات السعودية – الأميركية مع الرئيس الأميركي الجديد الذي وصلت معه هذه العلاقات الى مستوى إيجابي غير مسبوق، سقطت معه الأقاويل والشائعات والتحفظات المسبقة التي رافقت وصول الرئيس الأميركي «غير التقليدي» الى البيت الأبيض. وطبيعي أن يترتب على هذا التطور البارز الكثير من النتائج التي من شأنها أن تترك بصماتها الكبرى على المنطقة برمتها.
وفي تقدير أوساط ديبلوماسية بارزة، في بيروت، أن الإنعكاس الإيجابي الأوّل سيكون في المجال المالي – الإقتصادي بين واشنطن والرياض. وقد بدأت معالم هذا الإنعكاس في ما يتردّد عن مشاريع بالغة الأهمية في مختلف المناحي الإقتصادية. وفي المعلومات المتداولة الكثير من الإشارات الى المسار الإقتصادي بين البلدين… ولا ندخل في التفاصيل.
وعلى الصعيد السياسي فلا شك في أنّ المملكة ستجد ذاتها في وضع مريح جداً ربما يسفر عن إزالة عوائق وإزعاجات عديدة كانت قد برزت في السنوات الأخيرة، خصوصاً في ما وصلت اليه العلاقة بين القيادة في المملكة والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي كان يؤخذ عليه (سعودياً) انه متردّد، وأن وعوده أشبه ما تكون بالبرق الخُلّب. وربما بلغت تلك العلاقة حداً من فقدان الثقة في غير مفصل وقضية ومسألة. وهذا كله أزيل أو في طريق الزوال إثر الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة الأميركية وما رافقها من مباحثات «في العمق» مع ترامب إنتهت الى فتح صفحة جديدة أعادت العلاقات بين البلدين الى منطلقها الإيجابي الذي كان قد إستمر عقوداً طويلة الى أن أُصيب بـ»لعنة أوباما».
أما على الصعيد الإقليمي فترى الأوساط الديبلوماسية إياها أنّ تحوّلات جذرية ستشهدها الساحة السورية، وقد بدأت طلائعها في تطبيق إقامة المناطق «منخفضة التصعيد» التي هي، بالضرورة، مقدمة لحل في سوريا والمنطقة لن تكون واشنطن والرياض وحلفاؤهما بعيدين عن «قطف ثماره»، كما تقول الأوساط إياها.
وما يصح في سوريا يصح بالضرورة في اليمن وسواهما من بؤر الحرب والتوتر في الساحة العربية – الإقليمية.
وماذا عن لبنان؟
العارفون والمطلعون يقولون إن هذا الوطن مقبل على مرحلة من تعزيز الإستقرار الأمني القائم، وإنعاش الإقتصاد. وهو ما ستظهر معالمه الجدية بعد الإنتخابات النيابية المقبلة التي يتوقع إجراؤها ما بين شهري أيلول وتشرين الأوّل المقبلين.