Site icon IMLebanon

في كواليس لقاء فرنجية – ماكرون: 4 ملفات استفسرت عنها باريس

رئيس «تيار المردة» يُبلغ الفرنسيين: السلم الأهلي أولاً… ولا أسير بهذا الموضوع! فرنسا لم تسحب يدها… وكلام رئاسي لفرنجية قريباً!

 

على عكس كل ما قيل في بعض وسائل الاعلام عن زيارة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى باريس، وما رافقها من أجواء تشير الى أن باريس أرادت إبلاغه بأنها سحبت يدها من الملف، وطلبت منه العمل على سحب ترشيحه، وعلى الرغم من التكتم السائد حول كواليس اللقاءات التي دارت في باريس، سواء من الجانب اللبناني او الفرنسي، فمعلومات «الديار» من مصادر مطلعة على الجو الفرنسي تكشف ان لقاءات فرنجية لم تقتصر على المستشار الرئاسي باتريك دوريل، انما شملت أيضا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وتشير المصادر الى ان فرنجية توّج زيارته الى باريس بلقاء مع ماكرون تم خلاله طرح أكثر من نقطة للنقاش، بحيث أراد الرئيس الفرنسي الاستماع من فرنجية نفسه حول رأيه وطريقة معالجته لقضايا اساسية، تمهيدا لطرحها مع الطرف السعودي.

 

في مضمون ما تم طرحه على فرنجية، تكشف اوساط بارزة مطلعة على جو الزيارة، أن 4 نقاط أساسية أراد ماكرون معرفة كيفية مقاربتها من فرنجية:

 

– أولاً: سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، وتشير الاوساط الى انه عندما سئل فرنجية عن هذه النقطة كان واضحا لجهة قوله انه يسير بكل ما يتفق عليه اللبنانيون، لكنه ليس مستعدا للسير باي شيء من شأنه أن يؤدي الى حرب أهلية في لبنان ، وبالنسبة له فالسلم الاهلي يبقى هو الاولوية.

 

– ثانياً: موضوع العلاقة مع سوريا ومستقبل هذه العلاقة بين فرنجية وسوريا، هنا تكشف الاوساط أن فرنجية ردد ما يقوله دوما بان علاقته جيدة مع سوريا منذ زمن طويل، وهذه العلاقة واضحة و»على راس السطح»، وقد «وقفتُ الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد في اوج الازمة ولا أخفي ذلك «، لكنه حرص في الوقت نفسه على التأكيد ان متانة هذه العلاقة من شأنها أن تشكل نقطة ايجابية لا سلبية ، لا سيما أن هناك قضايا كثيرة تحتاج الى نقاش معمق بين لبنان وسوريا، وعلى رأسها ملف النزوح السوري. وبالتالي، فهذا قد يساعده في العمل على هذا الموضوع.

 

– ثالثاً: علاقة رئيس «تيار المردة» بالمملكة العربية السعودية الرافضة حتى الساعة لمواصفات رئيس من 8 آذار، وقد ردّ فرنجية بحسب المعلومات، بالتذكير بالعلاقة التاريخية التي تجمع آل فرنجية مع السعوديين وقال : «أنا مستعد للقيام بكل ما له مصلحة لبنان» ، وأضاف نقلا عن الاوساط، أنه «في حال وُجّهت لي دعوة لزيارة المملكة ، فسألبيها كما يفعل مع مختلف الدول، وأنا منفتح على ذلك».

 

– رابعاً: النقاش اللبناني – الفرنسي على الاراضي الباريسية بين فرنجية والفرنسيين، ولا سيما ماكرون، تطرق ايضا الى مواضيع الداخل اللبناني، إذ سئل فرنجية عن رؤيته للوضع الاقتصادي وكيفية معالجته، وعما اذا كان يسهم في تعطيل قرارات ، لا سيما انه في السابق كنا نشهد على تعطيل قرارات من داخل الحكومة لفريق معين كفريق رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فرد فرنجية بالقول : «انا سليمان فرنجية وانا اسير بكل ما فيه مصلحة البلاد». أضاف «أن الامر الوحيد الذي يمكن أن يستخدم سلطته فيه، هو عندما يشعر بأن هناك تهديدا للوحدة الوطنية والسلم الاهلي.

 

وفي هذا الاطار، تقول مصادر مطلعة على الجو الفرنسي، ان فرنجية خرج مرتاحا من لقاءاته في باريس، وتشير الى انه لو اراد الفرنسيون ابلاغه بأنهم عجزوا عن اتمام المهمة، او انهم نصحوه بالتالي بالتراجع والانسحاب، لكانت السفيرة الفرنسية في بيروت فعلت ذلك في لبنان، ولما كان تم الاتصال به لزيارة فرنسا ، لا سيما ان الزيارة اتت بطلب فرنسي بعد اتصال تلقاه فرنجية من دوريل.

 

وتلفت المصادر الى ان باريس وضعت فرنجية في اجواء أن الامور لا تزال صعبة مع الطرف السعودي، الرافض لمواصفات رئيس من 8 آذار وضمنا لفرنجية، لكنها أكدت له أنها ستبقى «شغالة « على الموضوع، وستقوم بما في وسعها مع الطرف السعودي لمحاولة تذليل العقبات ، وهي اصرت على النقاش مع فرنجية وجها لوجه في فرنسا، كي تفهم منه مقاربته للملفات الحساسة، ومعرفة بالتالي كيف يمكن أن تناقشها باريس مع المملكة العربية السعودية.

 

وبانتظار ما قد يتظهر على الخط السعودي – الايراني ، يكشف مصدر مطلع على جو فرنجية انه تريّث في إعلان ترشيحه وبرنامجه، ولكن بعد «زلزال» الاتفاق الايراني – السعودي يتجه بالايام القليلة المقبلة الى الخروج بكلام قد يكشف فيه عن برنامجه الرئاسي، وعن طمأنة لهواجس معينة ، لا سيما تلك التي يطرحها الطرف السعودي.

 

وبالانتظار، يختم مصدر موثوق به في تعليقه على الجو تجاه فرنجية، وما اذا كانت لديه حظوظ رئاسية في ظل رفض المكون المسيحي الاقوى له، وعلى رأسه «القوات» و»التيار الوطني الحر» بالقول : الجو مقبول حتى الساعة.

 

مع الاشارة، الى ان التعويل هو على الدور الفرنسي الذي تراجع في المنطقة مع رعاية الصين للاتفاق الايراني – السعودي،  وهنا تشير الاجواء في فرنسا الى ان باريس لها علاقة جيدة مع السعودية، لكن علاقتها تكاد تكون شبه مقطوعة مع ايران ، فآخر اتصال حصل على المستوى الوزاري بين الطرفين كان في تشرين الاول، وهذا الامر من شأنه أن يصعّب مهمة فرنسا بملف الاستحقاق الرئاسي بعد الاتفاق الايراني – السعودي. علما أن مصادر مطلعة على الجو الفرنسي كشفت من باريس أن الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، قالت في إحدى اللقاءات مع صحافيين، إن العمل سيتكثف في الايام الثلاثة المقبلة على ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني.