IMLebanon

ماذا تقول مصادر قيادة “الوطني الحر” عن الأزمة الداخليّة للتيار ؟ 

 

 

 

وسط المعمعة السائدة حول ما بعد الحرب المتوقعة، ومدى التغييرات التي ستلحق بالتوازنات السياسية وتركيبتها، تشهد الساحة النيابية غليانا غير عادي، حيث تسجل عملية خلط اوراق بين الكتل وداخلها، مع تسجيل خروج اكثر من نائب “عالسكت” من تحالفاتهم الانتخابية، من كميل شمعون في الشوف الى اديب عبد المسيح شمالا، فيما حجزت حصة الاسد للبرتقالي، ضجيجا وكما ونوعا.

 

واضح ان ما يحصل داخل صفوف “التيار الوطني الحر” غير مرتبط بالخيارات الاستراتيجية التي اتخذها جبران باسيل منذ ال ٢٠٠٥ وحتى اليوم، وهو امر واضح في مداخلات وتنظيرات قادة تلك المعارضة، حيث حفلات المزايدة في موضوع حزب الله والمقاومة وحتى سوريا، يضاف الى ذلك ان النواب الخارجون طوعا او جبرا، فازوا في دوائرهم باصوات جمهور الاصفر من بعبدا الى جبيل، كما يحاول اكثر من مسؤول في التيار الايحاء، حيث كان للتوقيت دور سيئ نتيجة الظروف والاوضاع  والجدل حول تموضع ميرنا الشالوحي منذ خروجها من قصر بعبدا، والميل الى قناعتها بان الحرب الكونية ضدها ما زالت قائمة، وقد تشتد في حال وصول الرئيس الجمهوري الى البيت الابيض.

 

وفي هذا الاطار، تقول مصادر مواكبة انه كان سبق لرئيس التيار جبران بلسيل ان المح اكثر من مرة وعلنا، ان حارة حريك تلعب داخل حزبه وتحاول استمالة نواب من تكتل “لبنان القوي”، قبل ان يعود ويؤكد عن معلومات وصلته منذ اشهر، عن خطة رصدت لشق التكتل و”تقشيطه” خمسة  نواب لمصلحة حملة مرشح الثنائي للرئاسة، كاشفا انه يملك تفاصيل بالاسماء والتواريخ واللقاءات والوسطاء.

 

وتابعت المصادر بان رئيس التيار عمل حتى اللحظة الاخيرة على رأب التصدعات، الا ان احدا لم يتجاوب معه، اذ يتحدث المقربون عن موفدين من قبله زاروا النائب ألان عون عارضا عليه “الصلحة”، وصولا الى الحضور معه امام مجلس الحكماء، الا ان عون اصر على رفضه.

 

اوساط “التيار الوطني الحر” اكدت من جهتها ان الخلاف القائم ليس على الخيارات الاستراتيجية، انما على بعض التكتيكات المرتبطة بالعمل السياسي ، وبسبب عدم قبول البعض تسليم راية مقعدهم النيابي بعد سنوات، لافساح المجال امام الجيل الجديد من الشباب والقياديين سواء من التياريين او الحلفاء، مؤكدة ان الرابط النضالي والوجداني ورومنسية المقاومة، تجمع الجيل القديم الذي احدا لا يمكنه ان ينكر تضحياته ونضالاته لسنوات طويلة، انما الوقت قد حان بعد ٢٠ سنة من المشاركة في السلطة الى تسليم الشعلة للجيل الجديد.

 

وحول الحديث عن نتائج ما حصل نيابيا، جزمت الاوساط ان صناديق انتخابات ٢٠٢٦ هي التي ستفصل وتحسم هذا النقاش، مذكرة بما حصل مع النائب العميد شامل روكز بكل الرمزية التي يمثلها بالنسبة للجيل القديم من العونيين، وكيف انتهى به الامر الى الهزيمة يوم قرر مواجهة التيار.

 

وخلصت الاوساط الى ان رهان المعارضة على دعم حزب الله لمرشحها في الانتخابات المقبلة، هو وهم كبير، وان الايام ستبين بالوقائع الرابحين والخاسرين من كل ما يحصل.