Site icon IMLebanon

“التيار الوطني الحر”: لسنا حزب “خلّيك بالبيت”

 

لم يقف خطر انتشار وباء “كورونا”، ولا الإنشغال بمستجدات الأزمات الاقتصادية والنقدية والمالية المتلاحقة، عائقاً امام اجتماع المجلس الوطني لـ”التيار الوطني الحر”، يوم السبت الماضي، وعقد مؤتمره السنوي، ككل عام في تاريخ 14 آذار، وإقرار ورقته السياسية في موعدها.

 

الا انّ لإطلالة رئيس “التيار” النائب جبران باسيل هذه السنة، طابعاً آخر. فباسيل “ما نزل ع الأرض”، على جري عادته، ليخاطب جمهوره ومناصريه، بل تفاعل معهم “الكترونياً”، لنحو ساعتين، خلال مناقشة المجلس الوطني ورقته وإقرارها والتصويت على موازنته الداخلية، قبل أن يطلق حملة توعية للبنانيين على مواجهة فيروس “كورونا”.

 

وحرص “التيار” على ابقاء مضمون ورقته السياسية طي الكتمان، ولم يعمّمها على وسائل الاعلام، شعوراً منه بأن اهتمامات اللبنانيين باتت في مكان آخر، لكنه رسم في ورقته توجّهه للمستقبل، بعدما أجرى قراءة لكل المتغيرات الحاصلة، وراجع المرحلة السابقة من مشاركته في الحكم، وحدّد خريطة عمله في المرحلة المقبلة، مع عناوين سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية، وحدّد ايضاً نظرته للبنان الغد، ودوره في المنطقة والعالم، في ظل المستجدات الحاصلة، آخذاً في الاعتبار التطورات التي حدثت، منذ ثورة 17 تشرين الاول الى اليوم.

 

ووفق المطلعين، فإن “التيار التزم نظامه الداخلي الذي يفرض عليه كل عام ان يعقد مؤتمره في 14 آذار ويُقرّ ورقته السياسية، لكن أزمات المال والسياسة والاقتصاد و”كورونا”، التي تفرض نفسها بنداً أول على جدول الاهتمامات، دفعته الى التخلّي عن الجانب الاحتفالي لهذه المناسبة، من دون التخلّي عن الجوهر، اي عن الالتزام بنظامه”.

 

ويضيف هؤلاء: “التيار ليس حزب “خلّيك بالبيت”، بل واجبه التفكير بالحلول وطرحها، واذا كان الالتزام بالوقاية من فيروس “كورونا” منعه من ان يجمع ‏المجلس الوطني، الاّ انه لم يمنعه من التفكير والتواصل والتقرير، بواسطة وسائل التواصل الحديثة، للمساهمة في وضع حلول للأزمات. فـ”كورونا” لا تشلّ الفكر ولا تجمّد العمل، وأخذ الحيطة لا يعني الجمود والانتظار، بل على العكس، فإن الوقت مناسب للعمل وليس للتفرج، والالتزامات الوطنية لا يلغيها الوباء”.

 

لذلك “أقرّ التيار برنامج عمل ‏يشكّل خريطة طريق في المرحلة المقبلة، وإرادته واضحة في مواجهة المشاكل‏ والتصدي لها، وليس الهروب منها”.

 

ويلفت المطلعون الى ان ما جرى يؤكد ان رئيس “التيار ليس منكفئاً او منعزلاً، لانه، وان كان اليوم خارج السلطة فهو يبقى في مرحلة الفعل السياسي، متابعة ومراقبة لأعمال الحكومة، وحضوره كان واضحاً عند المفاصل السياسية، منذ تشكيل الحكومة الجديدة حتى اليوم. ويتفرّغ باسيل هذه الايام للاهتمام بشؤون تياره الداخلية وبصوغ استراتيجية جديدة للتعامل مع الواقع السياسي الجديد الذي فرضته ثورة تشرين وتطورات المرحلة”.