Site icon IMLebanon

ترميم علاقة الوطني الحرّ وحزب الله مستمرّ… والملف الرئاسي مؤجّل تقاطع التيار والمعارضة تلاشى… باسيل لا يمكنه صياغة تحالفات جديدة

 

 

بعد توقف قسري فرضته التباينات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، عادت العلاقة الى انتظامها السابق بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، بعد فترة طويلة من تبادل الانتقادات استتبعها انتقال النائب جبران باسيل إلى جبهة المعارضة، عبر التوافق مع “القوى السيادية” على مرشح لمواجهة ترشيح “الثنائي الشيعي” لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

 

إلا ان تموضع باسيل في التقاطع مع المعارضة لا يبدو انه سيصمد طويلا، وتؤكد مصادر سياسية ان التقاطع بين التيار والمعارضة بدأ يتلاشى مع عودة الحرارة الى علاقة التيار وحزب الله، الأمر الذي سيكون له تبعاته لاحقا، حيث تكثر التساؤلات عما سيفعله باسيل في حال الدعوة الى جلسة انتخابية إذا لم يبق التقاطع الرئاسي مع المعارضة، وبعد ان صار مؤكدا ان تقاطعهم شهد تحولا جذريا، بحيث من الصعب ان يلتقي باسيل مجددا مع هذه القوى.

 

من الصعب بعد استشراف الى أين وصلت النقاشات التي استؤنفت مع حزب الله وما ستسفر عنه، الا ان المؤكد ان الموضوع الرئاسي محيّد في الفترة الراهنة، فلا يمكن ان يؤدي النقاش الى تسوية ثنائية، فباسيل لا يمكن ان يقبل ترشيح فرنجية، كما ان الحزب لن يتراجع عن إصراره على رئيس “تيار المردة”.

 

على ان الحوار انطلق من حاجة مشتركة وملحة بين الحليفين لإعادة ترميم العلاقة، ومن الواضح ان باسيل لم يستطع بناء تحالف قوي مع المعارضة، وهو يدرك انه لا يمكن ان يكمل بالتقاطع مع مرشح رئاسي يدعمه أفرقاء من محور سياسي مختلف، ومن الناحية الاستراتيجية العميقة لا يمكن للتيار ان يطوي بسهولة تاريخ من العمل السياسي والتفاهمات لسبب رئاسي، وبالتالي كان لا بد من الاستدارة الى حزب الله للتوافق على عناوين سياسية، تشمل تحديث ورقة التفاهم ومكافحة الفساد واللامركزية الإدارية، بغض النظر عن الملف الرئاسي المتروك للأيام والتسوية الدولية، التي ستجبر الجميع على الالتحاق بها.

 

بالمقابل، ليس هناك أدنى شك ان حاجة “الوطني الحر” اليوم أقوى للرجوع الى حزب الله مع تقدم حظوظ قائد الجيش جوزف عون الذي يعارضه بقوة جبران باسيل، والحاجة الى حزب الله تظهر إزاء عدم قدرة باسيل على تفعيل التقاطع مع المعارضة، إلا ان الاجتماع مجددا مع التيار الذي يعتبر أحد أركان المعادلة والشركة الوطنية، ليس مضرا لحزب الله في مرحلة بالغة الدقة والحساسية، مع ذلك لا يمكن التنبؤ بما ستسفر عنه حوارات الحليفين. فحزب الله لن يتراجع عن ترشيح سليمان فرنجية ولم يطرأ اي تغيير على موقفه، ولا يزال رئيس “تيار المردة” المرشح المفضل والأول لـ “الثنائي الشيعي”.

 

وفي حين وقف الحزب مع التيار برفض التعيينات، فانه لم يبدل موقفه في موضوع جلسات الضرورة الحكومية. مع العلم ان “الثنائي الشيعي” سيشارك في جلسات مناقشة موازنة الـ٢٠٢٣، والمسألتان مدار معارضة من قبل فريق “التيار الوطني الحر”.

 

رئاسيا، لا أفق للنقاش او اللقاءات الحوارية، فرئيس التيار يفكر حاليا بالمرشح الرئاسي الثالث، فيما حزب الله يرفض إخراج فرنجية من لائحة المرشحين او البحث في أي خيار رئاسي. ورئاسيا ايضا، الموقف الثابت لباسيل أن الرئيس المقبل يجب ان يلقى قبولا أوليا من الكتل المسيحية، وان سيناريو الانتخابات الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون الى بعبدا لن تتكرر بالضرورة مع سليمان فرنجية، مما يؤشر الى بقاء العقد السابقة على حالها في ما خص تفاهم التيار وحزب الله رئاسيا.

 

الجزم بتراجع حزب الله عن مرشحه وقبوله تفاهما رئاسيا لا يلحظ سليمان فرنجية من سابع المستحيلات، وتراجع التيار عن رفض فرنجية مستحيل ايضا، مما يضع الموضوع الرئاسي صعبا، فما جرى في معركة الرئيس ميشال عون لا يمكن تطبيقه اليوم، فحزب الله أدى دورا أساسيا حينذاك في إقناع فرنجية بالانسحاب من المعركة الانتخابية لمصلحة الرئيس ميشال عون، في الوقت الذي كان يحظى فرنجية بتأييد دولي وخارجي واسع يجعله رئيسا للجمهورية.

 

وتؤكد مصادر سياسية ان كل الطروحات أساسها قبول باسيل بالتخلي عن “الأنا” الرئاسية والعرقلة، والقبول بالنقاش والبحث بأجندة مرشحين تتضمن في سياقها اسم فرنجية، فهذا هو الطرح الوحيد الذي يقبله الحزب لبداية البحث في الملف الرئاسي، خصوصا ان حزب الله لم يتجاوز الأخطاء التي ارتكبها ضده م فريق التيار، فباسيل تخطى القوى السياسية جميعها بالتصعيد تجاه حزب الله في الفترة السابقة، عندما دعاه مباشرة الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتلميح الى عدم التناغم في بت ملفات الفساد وبناء الدولة.