Site icon IMLebanon

الرسالة الفرنسية الى المسؤولين

 

 

لا جديد حكومياً، ولم تثمر حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الأخيرة على خط التأليف نتيجةً حتى الآن، كذلك ليس هناك من شيء ملموس، وإنّ كلّ ما يُحكى عن حصول اتفاق على الحكومة ليس دقيقاً. هذا ما تؤكده مصادر القصر الجمهوري. في الموازاة، يواصل الفرنسيون ضغطهم وحضّهم على تأليف الحكومة، بحيث يستمرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في متابعة مسار التأليف ولا يزال الملف اللبناني ضمن أولوياته.

يدفع الفرنسيون في اتجاه تأليف حكومة في لبنان، ويستطلعون الصعوبات التي تحول دون التأليف، كذلك يدخلون في عملية طرح أفكار واقتراحات معيّنة تساهم في تذليل هذه الصعوبات والعقبات من أمام ولادة الحكومة، ويُترجم ذلك في الداخل اللبناني من خلال الزيارات التي تجريها السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو للمعنيين بهذا الملف، وآخرها زيارتها لعون أمس الأوّل.

 

وفق البيان الرسمي الصادر بعد لقاء عون وغريو، جرى خلال اللقاء، البحث في الأزمة الحكومية ورغبة فرنسا في إيجاد حلول سريعة تُسفر عن تأليف حكومة تواجه الظروف الصعبة التي يمرّ فيها البلد.

 

أمّا خلاصات هذا اللقاء، وفق مطلعين، فهي أنّ الفرنسيين معنيون ومهتمون بالملف الحكومي خلافاً لبعض المعطيات التي تقول إنّهم سحبوا أيديهم من لبنان ولا يريدون التعاطي بعد الآن بالملف الحكومي. وحاولت السفيرة الفرنسية أن تعرف مِن عون الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة، فصارَحها الرئيس بهذه الصعوبات وبالنقاط التي علقت فيها عملية التأليف. أمّا همّ الفرنسيين فهو الوصول الى نتيجة حكومياً، لأنّهم يعتقدون أنّ مساعدة لبنان من الدول الكبرى والمجتمع الدولي لن تكون محققة أو مضمونة إذا لم يتم التوافق على أمور سياسية، لا سيما منها تأليف الحكومة التي يعتبرون أنّها أساس لإطلاق عملية دعم لبنان، إن من خلال القروض أو الهبات أو المساعدات أو حتى الدعم اللوجستي.

 

وبالتالي، يريد الفرنسيون أن تكون الحكومة جاهزة، وهم حاضرون ومستعدون للمساعدة وفق رغبة اللبنانيين. الى هذه النقاط التي أكدتها السفيرة الفرنسية، أكدت أيضاً أنّ مبادرة ماكرون قائمة، وأنه يتابع الملف اللبناني ولا يزال ضمن أولوياته.

 

وبالتالي، إنّ الفرنسيين لا يزالون مهتمين ويتابعون الملف الحكومي وسيستمرون في المتابعة، لكنّهم يعتبرون أنّ هناك جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق اللبنانيين، ليحلّوا مشكلتهم بأيديهم، وهم يساعدونهم مع غيرهم في ذلك. وهذه رسالتهم الى المسؤولين المعنيين.

 

كذلك، تخلّل النقاش بين عون وغريو، طرح أفكار ومقترحات لتسهيل التأليف، لكنّ العبرة تبقى في القدرة على تنفيذها، وهذا الذي يُعمل عليه، وفق المصادر إيّاها. وهذه الإقتراحات هي نفسها المتداولة، والتي يطرحها اللواء ابراهيم، مثل اقتراح طرح أسماء للتوزير يختار عون والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري من بينها ويتوافقان عليها، أو أن يطرح أحدهما أسماءً لوزارة معينة ويختار الثاني أحدها، خصوصاً لوزارة الداخلية، فهذا الحلّ إذا وجد قد يساعد في التأليف وفق المصادر المطلعة.

 

أمّا سبب عدم تنفيذ هذا الإقتراح حتى الآن، فهو بالنسبة الى القصر الجمهوري، لأن ليس هناك تواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فالحريري لا يتواصل مع الرئيس ويقضي وقته في السفر ولا يقوم بأي خطوة في هذا الإتجاه. وبالتالي، بالنسبة الى عون، إنّ تحريك عملية التأليف يكون بأن يتحرّك الحريري ويقوم بمبادرة في هذا الإطار فالكرة عنده. إذ في النتيجة، إنّ حلّ الأزمة الحكومية يحتاج الى تلاقي الرجلين، إذا لم يكن هناك أسباب أخرى خارجية تعيق التأليف.

 

أمّا من جهة الحريري، فيؤكد فريقه أنّ ما يطرحه الرئيس المكلف هو الموقف الفرنسي كذلك هو الموقف الذي يناسبه، فهو لن يأخذ على عاتقه وكتفيه حكومة لا يمون عليها ويتحمّل وزر فشلها إذا فشلت.

 

وفيما يعتقد «عونيّون» أنّ الحريري قد لا يريد أن يؤلف حكومة الآن أو أنه غير جاهز بعد أو لديه اعتبارات أخرى، مثل أنّه ينتظر إشارة سعودية أو أنّ تمثيل «حزب الله» لم يُحسم بعد، تعتبر مصادر «المستقبل» أنّ الكلام عن انتظار السعودية صحفي وتحليل ولا يمكن الاستناذ إليه، ولو وافق عون على التشكيلة الحكومية التي قدّمها الحريري له لكانت باتت حكومة أو سقطت في مجلس النواب إذا لم يوافق عليها «حزب الله». وتعتبر أنّ «ما يخاف عون منه هو أن تصبح حكومة الحريري إذا سقطت في مجلس النواب هي حكومة تصريف الأعمال، وهذا ما يحاول أن يهرب منه، إذ إنّ هذه الحكومة قد تبقى الى نهاية العهد».